على الرغم من الموازنة التي تخصصها الدولة للقطاع الصحي لرعاية المواطنين وتوفير العلاج اللازم لهم في مناطقهم، إلا أن أهالي منطقة الحدود الشمالية يلجأون إلى العاصمة الأردنية عمان لعلاج أطفالهم، إضافة إلى السفر للمدن الرئيسة في المملكة، وذلك لثلاثة أسباب -بحسب قولهم- الأول يكمن في عدم توفير الشؤون الصحية بالمنطقة استشاريين في بعض التخصصات الطبية وعدم وجود وحدات متخصصة كوحدة إصابات الحروق بمستشفيات المنطقة بشكل عام، والثالث استياؤهم من سوء الرعاية الصحية المقدمة لهم.
في السياق نفسه، أكد المواطنون نايف العتيق، ويوسف الصقري وآخرون في أحاديثهم إلى "الوطن"، أنه لا يوجد بالمنطقة الشمالية التي تضم عددا من المحافظات سوى استشاري واحد في جراحة المخ والأعصاب، مشيرين إلى تسرب كثير من الاستشاريين من صحة المنطقة. وأضافوا أن هناك نقصا في أطباء الأطفال والإسعاف والطوارئ والتمريض، كما لا يوجد اختصاصي تخدير. وأشاروا إلى أن هناك نقصا في عدد المراكز الصحية الأولية، فهناك أحياء بعرعر لا يوجد بها مراكز صحية كالروبة والضاحية.
وقالوا إنهم يعانون من السفر إلى المدن البعيدة بسبب عدم وجود جهاز منظار للجهاز الهضمي بمستشفيات المنطقة الشمالية لعلاج أطفالهم، وعدم وجود وحدة للحروق، كما يستاء البعض الآخر من الخدمة المقدمة في مستشفى عرعر المركزي، خصوصا في إظهار نتائج التحاليل، والأخطاء الطبية.
من جهته، قال المتحدث الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية بالمنطقة حمزة عوض في تصريح إلى "الوطن"، إنه لا يوجد اختصاصيون في قسم الطوارئ بمستشفى عرعر المركزي نظرا لقلة الاختصاصيين، ووجودهم في الأقسام الأخرى كالعناية المركزة والحضانة والأطفال الخدج والولادة وأقسام الأجنحة الخاصة، مؤكدا أن الطبيب المقيم يستقبل الحالة أولا ثم يستدعي الاختصاصي أو الاستشاري إذا دعت الحاجة.
وكانت الشؤون الصحية بالمنطقة الشمالية عزت عدم وجود جهاز منظار للجهاز الهضمي للأطفال في مستشفيات المنطقة إلى ندرة التخصص والتعاقد مع اختصاصي في هذا المجال، كاشفة أنه تم التعاقد مع اختصاصي أطفال "مصري" لدية خبرة في مناظير الجهاز الهضمي للأطفال، ووصل منذ أيام عدة، ويجري العمل على تجهيز القسم بالمناظير الخاصة للأطفال، وبدء العمل بعد اكتمال المتطلبات. أما بالنسبة إلى منظار الجهاز التنفسي فهذا التخصص نادر جدا، بحسب تأكيد المديرية، ولكنها تحاول التعاقد مع اختصاصي.