نبحث عن رجال أعمال بارزين ومؤثرين على مستوى اقتصاد المملكة، ومؤشر الاختيار هذه المرة توجه إلى نائب رئيس شركة الرياض العالمية للأغذية الوكيل الحصري لسلسلة مطاعم ماكدونالدز السعودية لدعم الأعمال الأمير وليد بن ناصر بن فرحان، الذي بدوره تطرق إلى كثير من الأمور المهمة التي أسهمت في تغيير نظرة المجتمع السعودي إلى الشباب الذي يزاول أعمال خدمة العملاء في المطاعم بعد أن كانت النظرة دونية في فترات سابقة، وتطرق الأمير إلى عدد من الأمور الأخرى، من ضمنها ما تعرضت إليه "ماكدونالدز" من هجمات عن سوء الوجبات المعدة من جانب المطاعم التي من الممكن أن تتسبب بأمراض لمتناوليها، إليكم الحوار..

دائما ما نجد أن الشاب السعودي يخجل من العمل في المطاعم ولكنه في الآونة الأخيرة اضطر إلى العمل في مهن لا يحبذها في السابق.. ما الذي تغيّر؟

هناك عناصر عدة جعلت الشاب السعودي يعمل في مجال المطاعم وأهمها بأننا في الشركة ركزنا على أن الوظيفة تلبي الحاجات الأساسية لأي موظف سعودي، وذلك بعد أن أجرينا بحثا على شريحة كبيرة من طالبي العمل ووجدنا أنهم يريدون راتبا مجزيا ومرونة في العمل من حيث المكان وساعات العمل وكذلك التطوير، ولذلك تم توفير كل المتطلبات ما جعل الشباب السعودي يستقرون على الوظائف في المطاعم.

ولكن هل لا تزال نظرة المجتمع دون المستوى للشباب العاملين في المطاعم؟

المجتمع السعودي كان ينظر إلى هذه الوظائف بدونية ولكن نجحت وزارة العمل في تغيير هذه النظرة، ونحن نسعى دائما من خلال حملات دعائية إلى إظهار قصص نجاح الشباب السعوديين العاملين في مطاعمنا وهذه جعلت كثيرا من شرائح المجتمع يتعاطف مع الشباب الذين استطاعوا أن ينجحوا في مجال عملهم. ولعلي أذكر أن أحد الشباب يعمل في ماكدونالدز منذ أكثر من 15 سنة واليوم نرى ابنه يلتحق بالعمل في إحد فروعنا بعد أن تخرج في الثانوية، كون الأب يعي مدى أهمية هذه الوظيفة من تطوير الشخص.

كم تبلغ نسبة التوطين لديكم؟

نسبة نطاقات في التوطين لدينا تتأرجح بين 23% إلى 28% وهدفنا الوصول في عام 2015 إلى 35% والسبب في عدم ثبات نسبة التوطين أن التغيرات التي صارت في سوق العمل بسبب تنظيمات وزارة العمل سواء بنظام نطاقات وغيرها، غيرت عناصر كثيرة في السوق، حيث أصبحت كل الشركات تهدف إلى التوطين، وسبب تميز ماكدونالدز في توطين الوظائف جعلها مستهدفة من جانب الشركات العاملة في قطاع المطاعم والسياحة والتجزئة لاستقطاب موظفينا من مطاعمنا، ونحن نرى بأن هذا التسرب الوظيفي إيجابي وليس سلبيا. لذلك أطلقنا برنامج "صير مدير في 11 شهرا"، حيث نأخذ الشباب من عمر 18 سنة بدون خبرة أو مهارات عملية ليمر عبر البرنامج التدريبي المكثف براتب 5000 ريال ليزيد بشكل تصاعدي حتى يجتاز البرنامج ويصبح مؤهلا للعمل كمدير سواء في أحد فروع ماكدونالدز أو ينتقل إلى قطاع آخر..

وماذا عن نسبة التسرب الوظيفي لديكم؟

60% ونحن أقل من الدول الأخرى.

هل من الممكن أن نشاهد المرأة السعودية تعمل في مطاعم ماكدونالدز؟

نعرف أن المرأة جزء مهم من المجتمع ونسبة البطالة في هذه الشريحة عالية، ولكن نسعى لأن نوفر الوظيفة المناسبة للمرأة بحسب متطلبات وزارة العمل من ناحية الخصوصية وغيرها ولدينا عدد من الوظائف النسائية بنظام العمل عن بعد باستخدام نظم الكمبيوتر التي تمكن المرأة من العمل من منزلها، وفيما يخص المطاعم إلى الآن لم نر بأن ذلك مناسبا، ولكن هناك أفكار مطروحة بإنشاء فرع نسائي بإدارة نسائية ليكون في موقع نسائي كجامعة نورة.

الكثير يشتكي من معوقات تخص قطاع المطاعم في المملكة.. ماذا عنكم؟

أي عمل لا بد من أن يواجه تحديات، ونحن نرى أن هناك معوقات ولكن لا تمنعنا من التطور، والدليل أننا ما زلنا ننمو، والدولة تساعدنا على إزالة المعوقات، ووزارة العمل والتجارة والأمانات والبلديات دائما تحاول تذليل الصعوبات إن وجدت.

هناك هجمات بأن الأطعمة التي تقدمونها غير صحية، ما تعليقكم؟

لا ترمى إلا الشجرة المثمرة، ويحاول البعض اتهام ماكدونالدز بأنها تقدم منتجات غير جيدة ولكن الواقع يثبت غير ذلك، فلا أعتقد أن شركة محلية أو عالمية عندها برنامج جودة مثل ما هو موجود في مطاعمنا من اختيار المنتجات في المزرعة إلى أن تصل إلى فروع الشركة، وغير ذلك فإن المملكة يوجد بها أنظمة صارمة بهذا الخصوص، سواء من وزارة البلدية والقروية أو هيئة الغذاء والدواء ومصلحة الجمارك، إضافة إلى وزارة التجارة والصناعة، وذلك للتأكد من سلامة المنتجات.

مطاعم البرجر في المملكة توسعت بشكل لافت.. هل كان لذلك تأثير في مطاعمكم؟

لا، وتأكيدا على ذلك النمو المتزايد سنويا وهذه المطاعم الموجودة تنمي سوق البرجر في المملكة.

متى تم تدشين أول فرع "ماكدونالدز" في المملكة؟ وماذا عن خططكم المستقبلية في التوسع وتوظيف الشباب السعودي؟

أول فرع تم تدشينه في 12 ديسمبر عام 1993 وكان بعد أن تم التفاوض مع الشركة الأم من جانب رئيس مجلس الإدارة بشركة الرياض العالمية حينها الأمير خالد بن فهد الفيصل ليتم اختيارها لتكون المنفذة لمطاعم لماكدونالدز في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية، لنصل اليوم إلى 119 فرعا ونعتزم الوصول مع نهاية السنة إلى 149 ونهدف في عام 2020 إلى أن يكون لدينا 250 فرعا وبعدد 3 آلاف شاب سعودي على رأس العمل.

هل كان المجتمع السعودي في ذلك الوقت متقبلا لفكرة وجود مطاعم أجنبية؟

حين تم فتح أول فرع في شارع التخصصي فرع العزيزية بالرياض عام 1993م شهد إقبالا كبيرا وتمكنا من أن نتوسع في المدن الرئيسة حينها. ومنذ افتتاح أول فرع لنا، سياسة شركتنا ترمي إلى تقديم أعلى مستوى من الجودة والخدمة والنظافة والقيمة. وبالفعل، استطعنا أن نتميز في كل ذلك منذ أول يوم وحتى اليوم. والأهم أننا نفخر بحقيقة بأن دخول مطاعم ماكدونالدز للسعودية غير وطوّر مفهوم ومعايير مطاعم الخدمة السريعة وما زال يفعل ذلك حتى يومنا هذا، وبالتالي رفع من مستوى وعي ومتطلبات وتطلعات المستهلك.

الوجبات السريعة في المملكة كيف تقيمها أسوة بأسعار الوجبات نفسها عالميا؟

نحن من خلال 21 سنة محافظون على أسعارنا وتم التعديل مرة واحدة والسبب يعود إلى أن الاقتصاد السعودي دائما محافظ على نسبة تضخم متدنية وهذا يجعل المصادر الأولية للطعام كلفتها قليلة، والشيء الآخر نحرص على أن نكون من الشركات التي تقدم الجودة العالية بأسعار منافسة في السوق والهدف على المستوى البعيد وليس الربح على الفترات القصيرة.

كيف بدأت العمل في مجال الأعمال؟

بعد الثانوية بدأت في العمل مباشرة على اعتقاد بأن المهارات التجارية تكتسب بالتجربة فقط، وعملت ثلاث سنوات وبعد ذلك وجدت أن مفهوم التسويق ليس متبلورا في المملكة، ما جعلني أترك العمل لكي أدرس مجددا التسويق في أميركا لعدم وجود التخصص في المملكة حينها، وتعلمت الجانب الذي كنت أعتقد أنه مفقود في أعمالنا التجارية وحينما مارست التسويق على أرض الواقع، واجهتني مشكلة أنه عندما كنّا نطور الاستراتيجيات التسويقية على الورق كانت مقنعة ولكن حين يتم تنفيذها فإن النتائج النهائية لا تأتي مثل ما كان متوقعا، لذلك وصلت إلى قناعة أن هناك فجوة في الإدارة المالية وقررت أن أدرس المحاسبة. وحصلت على درجة الماجستير في المحاسبة من جامعة الملك سعود لكي أستطيع أن أجمع بين القدرة على إعداد الاستراتيجية التسويقية وتقدير مخرجاتها وتأثيرها في القوائم المالية للمنشأة كل الأرباح والخسائر والتدفق النقدي والمركز المالي. بعد ذلك بدأت عملي في ماكدونالدز منذ عام 2008 في إدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية وتقنية المعلومات والإدارة المالية. وبالممارسة وجدنا أن الميزة التسويقية الرئيسة والعنصر الأساسي في القدرة على قيادة السوق وأن نكون منافسين في السوق السعودية ليس في المنتجات أو القدرة المالية ولكن الميزة تكمن في قدرات العنصر البشري في المنشأة. نحن في ماكدونالدز نؤمن أن تطوير وتنمية الفرد في المنشأة هو العنصر الرئيس الذي مكننا من التغلب على المنافسين، لذلك محور استراتيجيات ماكدونالدز تنمية وتطوير مهارات الأفراد. وهذا سبب تركيزنا وتميزنا في برامج توطين الوظائف.