ليس صحيحا أن إجازة منتصف العام أسبوع واحد.. هي أسبوعان كاملان.. هذا الحد الأدنى.. هناك من جعلها ثلاثة أسابيع.. ولا تستطيع وزارة التعليم أن تنكر ذلك، ولا تستطيع، بل فشلت فشلا ذريعا في القضاء على هذا التسيب والانفلات العلني في مدارس التعليم العام منذ سنوات طويلة!
المزعج في المسألة أن الأسرة السعودية بدأت تتقبل الأمر، بعدما كانت تدفع بقوة نحو انضباط أبنائها.. والمزعج أكثر وأكثر أن مدارس البنات التي تشتهر في بلادنا بأنها مسطرة الانضباط، ركبت الموجة، وبدأت تتراخى!
بحسبة بسيطة ستكتشف أن الطالب والطالبة في بلادنا يقضيان أكثر من نصف السنة في إجازة.. والتأثير هنا ينسحب على المنهج والمستوى العام للمخرجات التعليمية.
قلت أكثر من مرة إن المعلم والمعلمة -من واقع تجربة- لا يتغيبان عن بداية العام أو الفصل الدراسي.. لم يسبق أن عانينا من ذلك، الداء العضال هو غياب الطلبة!
كثير من الطلبة في بلادنا يفتقدون روح الانضباطية والمسؤولية.. الذي فاقم المشكلة -كما قلت- أن أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على الغياب!
نحن أمام قضية تربوية استطالت جذورها طيلة سنوات.. وأدرك أن حلها في يوم واحد غير ممكن.. تعاميم وزارة التربية المتضمنة محاسبة الطلبة والطالبات الذين سيتخلفون عن الحضور بداية الدراسة لم تعد ذات قيمة..
الوزارة بحاجة إلى الحد من تفاقم المشكلة.. ومن ثم تقوم بوضع خطة طويلة للقضاء على الظاهرة على مدى ثلاث سنوات.
لا أظن أن هناك طالبا آخر في العالم يحظى بكل هذه الإجازات النظامية وغير النظامية باستثناء الطالب في مدارسنا!