استبعدت قوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، وجود حاجة إلى فتح باب التطوع  للانضمام إلى صفوفها. وأعلن المتحدث باسم تلك القوات المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري، أن القوات المشاركة ضمن التحالف كافية وتتوافق وحجم التهديد الموجود، مؤكدا في رده على سؤال حول احتمالية فتح باب التطوع "أن لا حاجة تدعو لمثل ذلك العمل".

يأتي ذلك، فيما لم يستبعد العميد عسيري، أن يكون للمتمردين الحوثيين والموالين لهم من أنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح توجه في استخدام الأسلحة الجرثومية أو الكيماوية بحق الشعب اليمني.

ورد على سؤال حول التقارير التي تحدثت عن احتمالية امتلاك تلك الميليشيا أسلحة محرمة دوليا وتخزينها في مواقع مختلفة من اليمن، بالقول "لم يثبت لدينا أنهم استخدموا أسلحة من هذا النوع، ولكن من غير المستبعد أن تلجأ مثل تلك الميليشيات إلى هذه الأساليب، وما أستطيع تأكيده هو أنه ستتم مواجهة ذلك بالأسلوب المناسب"، مشددا على أن للحكومة اليمنية الحق في ملاحقة مستخدمي تلك الأسلحة وتقديمهم للمحاكمة.

وفي تعليقه على الحاجة لوجود قيادة عسكرية على الأرض لتنظيم أعمال لجان المقاومة الشعبية ووحدات الجيش اليمنية الداعمة للشرعية، تطرق المتحدث باسم قوات التحالف إلى خطوة الرئاسة اليمنية في تعيين رئيس الحكومة خالد بحاح نائبا لرئيس الجمهورية، مؤكدا أن مثل تلك الترتيبات السياسية ستنعكس على العمل العسكري، متعهدا باستمرارية دعم التحالف للجان المقاومة الشعبية بكل ما تحتاج إليه من معلومات ودعم لوجستي، بما يمكنها من تغيير المعادلة على الأرض.

وقلل العميد عسيري من المخاوف التي تخشى تكرار سيناريو التجربة الليبية على الحالة اليمنية، وقال "لا توجد هناك حالتان متماثلتان.. وليس هناك مجال للمقارنة، وهناك أهداف من أجلها قامت عملية عاصفة الحزم، ومن المهم والضروري أن يتم تحقيقها.. وسيتم تحقيقها".

وتعهد المتحدث باسم قوات التحالف، بعدم السماح للميليشيات الحوثية بالإضرار بالحدود السعودية، وذلك على خلفية الاشتباكات المتقطعة التي شهدها أحد قطاعات منطقة نجران أول من أمس.

وقال "هذه الميليشيا تحاول تخفيف الضغط الذي يمارسه التحالف على قياداتها في صعدة وصنعاء، ويحاولون أن ينقلوا المعركة على الحدود، وجر القوات إلى تدخل بري أوسع.. لن يسمح لهذه الميليشيات بالإضرار بالحدود".

وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلق بما يثار من سيطرة الحوثيين على الحدود، نفى عسيري تلك الأنباء، عادا ذلك نوعا من أنواع النصر الإعلامي الوهمي الذي يحاولون الترويج له، وأضاف "هؤلاء أعلنوا عن السيطرة على 30 قرية على الحدود السعودية، وأعرف أن أغلبكم قام بزيارة الحدود السعودية الأسبوع الماضي، ولا أحد يمكنه القول إن الحوثيين يسيطرون على 30 قرية، كل هذا انتصارات إعلامية محدودة. حدودنا آمنة، وفقدنا ثلاثة من جنودنا ونعتقد أنهم ماتوا لقضية عادلة ونبيلة، ولكن للوقت الراهن الحدود آمنة ولا أحد يستطيع السيطرة على "1سم" من حدودنا".

وبطلب من الحكومة اليمنية، قامت قوات التحالف بفرض حظر بحري على المياه اليمنية. وقال عسيري عن ذلك "الطلب اليمني سيعطي التحالف الحق في مباشرة وتفتيش أية بواخر أو سفن تبحر من وإلى الشواطئ اليمنية بهدف منع حصول المتمردين على أي نوع من أنواع الدعم عن طريق البحر".

وكشف المتحدث باسم قوات التحالف، عن وجود تفاعل كبير من قبائل اليمن والتفافها حول الشرعية، مشيدا بجهود قبائل شبوة وأبين ولحج ويافع التي أعلنت ولاءها للشرعية والتزامها بالدفاع عن المواطن اليمني، مؤكدا أن مسألة تنسيق أعمالهم يتم عن طريق الحكومة اليمنية، وذلك من أجل أن يكون عطاؤهم على الأرض أكثر فاعلية.

وفيما كان الحوثيون يمنعون قوافل الصليب الأحمر الدولي من إيصال المساعدات التي حملتها ثلاث طائرات إغاثية إلى المواطنين والمستشفيات، قال عسيري إن المساعدات بدأت بالتدفق بعد توصل المسؤولين في الصليب الأحمر إلى تنسيق مع الحوثيين، مؤكدا أن التحالف سيقدم كل التسهيلات المطلوبة لإيصال تلك المساعدات إلى مستحقيها، وبما يضمن عدم وقوعها في اليد الخطأ.

وفي اليوم الـ17 من العملية العسكرية، أكد العميد عسيري أن تركيز الحملة الجوية لا يزال مستمرا على الألوية ومعسكرات تنظيم الأعمال، وتحركات المتمردين على الأرض، مؤكدا أن حركتهم أصبحت أقل وتتركز في مناطق محدودة.

ومن المواقع التي تم قصفها، اللواء 310 في صنعاء، واللواء 22 في تعز، ومعسكرات في منطقة مطرة التابعة لصعدة، وعدد كبير من الكهوف التي حولها الحوثيون إلى مخازن للذخيرة والسلاح، ومواقع تنظيم أعمال جنوب الحديدة، ومواقع داخل مطار صعدة، فيما أكد المتحدث باسم قوات التحالف أن العمل قائم على استهداف المخازن الواقعة في محيط عدن.

ولا تزال الأوضاع في المعلا وكريتر التابعتين للعاصمة الموقتة عدن، تشهد عمليات كرّ وفرّ من قبل بعض المجموعات المتمردة الحوثية، طبقا لعسيري الذي أكد أن العمل لا يزال قائما على منع الإمداد لتلك الجماعات، واستنزافها، لتكون غير فاعلة أو مؤثرة على الأرض.