كان إجماع كثير من الناس فيما مضى على عدالة أو نبل أحد الأشخاص؛ مقياسا للتزكية من الدرجة الممتازة، يعتد به دائما، وتصل درجة الثقة في هذا المقياس أن يتم على أساسة تزويج الشخص المشهود له، وقبول جيرته وشراكته.
أما في عصرنا الحالي "زمن العجائب" فلم يعد إجماع الناس على أفضلية ونزاهة فلان أو علان، دليلا دامغا على أنه بالفعل نزيه أو فاضل. فكثير ممن ذاع صيتهم وساء خلقهم، يوظفون العديد من الأذناب والأتباع لهم في كل مكان، بهدف الدفاع المستميت عنهم، وترقيع أخطائهم، وتبرير حماقاتهم أمام الناس، لتلميعهم وإظهار سلوكياتهم المشينة بصورة مقبولة، بل ومحمودة في كثير من الأحيان.
وإن كنا نعتبر هؤلاء الأذناب مجرد آلات غبية، باعت ذممها وضمائرها بمقابل بخس، فإن الأشد غباء من تم تجنيدهم مجانا وذاتيا، لأنهم يتبعون غيرهم دون تثبت أو بحث عن الحقيقة.
لنكن أكثر دقة في قبول أو تصديق كل ما يقال عن الآخرين مدحا وثناء. إلا إن تكن بين أيدينا مشاهدة أو واقع أو حدث بارز.