قد لا يعنينا كثيرا اسم الطبيب السيراليوني المسلم "الشيخ عمر خان"، لكنه يعني الكثير لمسيرة مكافحة الوباء شديد الضراوة: فيروس "الإيبولا".
منذ بداية موجة تفشي الفيروس في القارة الأفريقية بداية العام الماضي لعب طبيب الأمراض المعدية "الشيخ عمر خان" دورا محوريا في أول دراسة لفك تتابعات الفيروس الوراثية في غرب أفريقيا، بل إنه رفض مغادرة بلاده حتى يتمكن من البقاء هناك حتى يحاول علاج من يستطيع من مرضاه، الذي صار واحدا منهم! ثم توفي نهاية شهر يوليو 2014، رغم أنه كان قد صرح لوكالة أنباء "رويترز" قبل شهر من وفاته أنه "يخشى بالفعل على حياته لفرط تعامله مع المصابين بهذا الداء الفتاك" لكنه رفض التوقف عن عمله!
هذا الرجل سبق وأن رفض -أيضا- منحة علمية خارج بلاده بعد أن بزغ نجمه في مجال مكافحة الحمى النزفية، كل هذه التضحيات واستمرار علمه في مستشفى حكومي شرق بلاده؛ لم تشفع له بأي تقدير بعد وفاته سوى أن وزارة الصحة السيراليونية نعته بوصفه بطلا قوميا فقط، بعد أن حرم من استخدام العقار التجريبي "زماب" الذي كان قد أنقذ حياة طبيبين أميركيين وراهبا إسبانيا في ليبيريا!
للأسف لم يلق المجتمع العلمي بالاً لهذا المحارب الشجاع سوى مجلة "نيتشر" الشهيرة التي عدته أحد أهم عشرة علماء برزوا خلال العام الماضي.. ولا أعلم لماذا؟ هل لأنه مسلم أم لأنه أفريقي؟ الشيء الذي أعرفه أنه يجب علينا أن نعمل – نحن- على نشر قصة هذا الطبيب المسلم الشجاع إلى العالم.. ولتكن البداية بترشيحه للفوز بجائزة مرموقة، مثل جائزة الملك فيصل العالمية في فرعها للطب، نظير إيثاره العظيم وشجاعته التي لا تتكرر، والأهم من ذلك لتسليط الضوء على هذا الإنسان المسلم الذي ضحى بنفسه فداء للبشرية.