انتشرت قوات من الشرطة الفلسطينية، للمرة الأولى منذ 13 عاما، في قرى أبو ديس والرام وبدو في ضواحي مدينة القدس. وتصنف هذه المناطق على أنها مناطق (ب) الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية. وكانت سلطات الاحتلال منعت الشرطة الفلسطينية من الوجود في هذه المناطق بعد العملية العسكرية الأوسع في الضفة الغربية، والتي أطلق عليها "السور الواقي" في عام 2002، حيث منعت الشرطة الفلسطينية من الوجود في تلك المنطقة بزيها الرسمي.
وعدّ محافظ القدس وزير شؤون المدينة عدنان الحسيني هذا الانتشار الشرطي في ضواحي القدس "إنجازا وطنيا كان كثير من المقدسيين يتوقون إليه ويطمحون إلى بسط سلطة النظام والقانون في منطقة طالما سعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى زعزعتها وبث روح الفوضى وعاثت فسادا فيها، داعيا إلى توطيد التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة والمواطن المقدسي".
وأكد على أن "توفير الأمن والأمان للمواطن المقدسي ما هو إلا اللبنة الأساسية في البنية التحتية للدولة الفلسطينية القادمة بعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وهو ما يقع على كاهل قوات الشرطة الفلسطينية، لأنها طليعة قوى الأمن الفلسطينية في تلك المعادلة الشائكة في محافظة القدس المقطعة الأوصال، وتعمل على تجسيد مبدأ سيادة القانون وحماية الحقوق والحريات وحفظ الكرامة الإنسانية وإنصاف المظلوم، ومحاسبة الخارجين عن القانون".
وكان عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحموا أمس المسجد الأقصى المبارك في اليوم الأخير من عيد الفصح اليهودي الذي شهد زيادة في وتيرة الاقتحامات للمسجد. واقتحم ما يزيد على 130 مستوطنا المسجد طوال أيام الأسبوع الذي شهد عيد الفصح اليهودي. وكان في المسجد العشرات من المصلين المسلمين الذين احتجوا على اقتحامات المستوطنين بترديد صيحات "الله أكبر".
وقال أحد حراس المسجد لـ"الوطن": إن الوجود المكثف للمصلين المسلمين دفع بالشرطة الإسرائيلية إلى اقتصار اقتحامات المستوطنين على المنطقة ما بين بابي المغاربة والسلسلة في الجدار الغربي للمسجد لتفادي اشتباكات مع المصلين المسلمين.