لقد قمتُ برصد ومتابعة أسبوعية لاستقبالات خادم الحرمين، أيده الله، في قصر اليمامة بالرياض لكبار المسؤولين والعسكريين وإدارة عاصفة الحزم. لمست أن هناك توافقا تاما بين النخب في المجتمع السعودي وهذه القيادة الموفقة، إذ تلاحظون وبشكل واضح تلك الإطلالة السامية لخادم الحرمين الشريفين على شاشة التلفزيون وعبر خطابات الملك الموجهة إلى شعبه ومواطنيه.. فالتحرك الذي تسلكه قيادة الدولة أمام المواطنين واضح وجلي، ويتبين هذا من تلك الخطابات المرتجلة التي يطل منها قائدنا على شعبه بكل عفوية وشفافية ووضوح، كان آخرها الخطاب الذي ارتجله القائد الأعلى للقوات العسكرية، أيده الله، أمام كبار القادة العسكريين وعدد من منسوبي تلك القطاعات الساهرة على راحة المواطن.

كان خطابا نابعا من القلب نقل فيه الملك أن هذه البلاد تدافع عن حمى الحرمين الشريفين ومن يدافع عن الحرمين فهو يدافع عن عقيدته ودينه ووطنه، فقد أوضح الملك سلمان "أنكم تقومون بهذا دفاعاً عن بلادكم ووطنكم فأنتم أوفياء لدينكم وعقيدتكم ودفاعكم هو دفاع عن الحرمين الشريفين وعن هذه البلاد الطاهرة التي يستقبلها المسلمون في العالم ويتجهون إليها في صلواتهم".

إن عبارات الثقة التي أطلقها حفظه الله تؤكد حرص المسؤولين على راحة هذا الشعب والدفاع عن حياض الدين وقبلة المسلمين، من شرذمةٍ حاقدة تعاطف معها بكل أسف أصحاب الهوى والشر في اليمن الشقيق، وإلا لم يُعرف عن هذه البلاد إلا حب الخير ومساعدة الآخرين والوقوف مع المحتاجين في كل بقعة في العالم، فبلاد الحرمين منذ وحدها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، ومن بعده أبناؤه، رحمهم الله جميعا، حتى هذا الوقت وهي تدافع عن العقيدة وعن المقدسات.. وكان هناك أمرُ ملفت رائع اهتم به الملك في خطابه الأخير حينما ذكر أن اسمه (خادم الحرمين الشريفين) وهذا شرف لهذه البلاد وشعبها، وأكد "سنظل خداما لهذه الأماكن وللعقيدة الصافية..". ثم تناول أيده الله في ثنايا الخطاب الملكي؛ المواطن الوفي، حينما قال: "أنتم أيضا كنتم وما زلتم أوفياء لبلدكم ولدولتكم وهذا تؤكده أفعالكم وحرصكم على خدمة إخوانكم المواطنين".

إن هذه الرسائل في الخطاب الملكي يدرك من خلالها المراقبون أن الصراحة والوضوع في خطابات سلمان الوفاء باقية، وعلى العهد الذي قطعه على نفسه عندما وجه خطابه بعد مبايعته مباشرة ليؤكد أن هذا الأسلوب هو نهجه الذي يمضي عليه كما مضى عليه من سبقه من ملوك هذه الدولة بَعَدَ والدهم المغفور له بإذن الله مؤسس البلاد وموحدها الملك عبد العزيز آل سعود. وهذا المنهج ارتكز على عدة مصادر في مقدمتها تطبيق الشريعة الإسلامية والاهتمام بالعلماء ورجال القضاء والفقه وأهل الدين، وهو نهج هذه البلاد بحمد الله، وكذلك مواصلة السير على منهج الدولة السعودية في مراحلها الثلاث.. التي قامت على المنهج القديم والمعهود وهو الكتاب والسنة.

وفق الله الملك الصالح سلمان بن عبدالعزيز، وحقق على يديه لشعبه ولأمته مزيدا من الاطمئنان بحول الله وقوته، والثبات على هذا المنهج.