لا توجد حرب في الدنيا كلها تقوم على الطائرة والدبابة والصاروخ فقط، خاصة في وقتنا الراهن الذي تقوم فيه الكاميرا والكلمة والصورة والشاشة مقام المقاتلات الحربية.
بعض البرامج وبعض الأصوات الإعلامية وبعض المقالات تضرب ضربا أشد ضراوة من ضرب الطائرات.
لا نحتاج إلى نموذج أو مثال بعيد، فها هي إسرائيل وأمها أميركا تلعبان منذ سنوات طويلة حربهما الإعلامية المفتوحة ضد الحق الفلسطيني، حتى إنهما نجحتا في أحايين كثيرة في قلب صورة الحقيقة قلبا تاما، لمصلحتهما طبعا.
الإعلام العالمي كله الآن مشغول على مدار الساعة مع عاصفة الحزم وتداعياتها اليومية، بيد أن هذا الإعلام، والعربي منه بالذات، تداخلت وتقاطعت فيه المواقف تجاه هذه الحرب، إذ كشفت هذه الحرب وجوها إعلامية عربية مزيفة الوفاء تجاه المملكة بالذات، وكأن المملكة تقود الحرب منفردة وليست ضمن تحالف دولي، في هذه الحرب التي دعانا إليها أشقاؤنا في اليمن لإنقاذهم من الحوثيين وبقايا صالح.
الحرب هذه أيضا كشفت قنوات عربية وإسلامية كنا نظن بها ظن الأخوة: أخوة الدين والدم والجغرافيا، غير أنها أضحت شاشات يسيل من أطرافها الحقد على وطن الحرمين.
إنها حرب الإعلام، وإعلام الحرب.