لم تدعم السعودية بلدا كما فعلت مع لبنان، ولم يقاسم السعوديون لقمة عيشهم أحدا كما فعلوا مع اللبنانيين، حتى في أحلك الظروف وعجز الميزانية، لم تكن اليد السعودية لتقصر دون عون لبنان.

كان الدعم السعودي موجها إلى لبنان "الدولة" كونها المظلة التي يستظل بها اللبنانيون كافة بمختلف طوائفهم.

مع هذا كله، لم نكن لننتظر من الإعلام اللبناني إطراء أو عرفانا بالجميل، إذ لطالما اعتبر ما يقدم في حكم الواجب. في أحسن الأحوال كنا نستبعد مهاجمتنا من إعلامه الرسمي على الأقل!

حتى مساء الاثنين الماضي، عندما نقل تلفزيون لبنان الحكومي مقابلة مع أمين عام ميليشيا حزب الله، حسن نصرالله، أجرتها قناة الإخبارية السورية، رغم أن العاملين في تلفزيون لبنان يدركون أن "صاحب العنتريات" لن يفوت مثل هذه الفرصة للنيل من السعودية. وهذا ما حدث!

رد فعل وزير الإعلام اللبناني أن اعتذر من منطلق أنه لو بث تلفزيون لبنان المقابلة نقلا عن تلفزيون المنار "التابع لحزب الله" فلا بأس، لكن المشكلة تكمن فقط في أن النقل جاء عن "الإخبارية السورية"!

عندما اختار لبنان سياسة "النأي بنفسه عن الخلافات" في الأحداث الحالية، لم تتدخل السعودية بنفوذها السياسي والمالي لتغيير موقفه، لأنه بلد ذو سيادة ولا يُقبل أن يُملى عليه، ولو كان من الداعمة الكبرى ذاتها.

لكن الذي حدث أن تحولت بعض وسائل الإعلام اللبنانية إلى منصات لمهاجمة السعودية، خصوصا بعد عملية "عاصفة الحزم" التي جاءت استجابة لنداء اليمن الشقيق رسميا، بطلب تخليصه من المد الإيراني المتمثل في ميليشيا "الحوثي" وأعوانه ممن سيطروا على مفاصل الدولة بقوة السلاح.

حان الوقت للتفكير مليا في آلية المساعدات الخارجية التي تقدمها السعودية، فقد أصبح بعض ما نقدمه سلاحا يوجه نحونا!

من حسنات "عاصفة الحزم" أن ميّزت لنا الخبيث من الطيب، فشكرا للمحن التي أظهرت لنا معادن الناس.. والدول أيضا!