بعيدا عن السياسة ومسافاتها بين الثابت والمتحرك، نضع أشقاءنا في اليمن على حافة المراجعة الذاتية، والمقارنة الواقعية، ومن خلالها قد تتضح الرؤية عند المنصفين والصادقين والشرفاء فقط.
السعودية قدمت للأشقاء في اليمن خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ثلاثة مليارات ريال كدعم تنموي – إجمالي دعم دول الخليج أكثر من ستة مليارات - وفي الطرف الآخر قدمت إيران أطنانا من الأسلحة الفتاكة تكفي لقتل أربعين مليون نسمة، وفي الموازنة العقلية ذاتها البعيدة عن زيف السياسة كما ذكرنا، أهدر الرئيس المخلوع أطنانا من الكساء والدواء والغذاء بما يكفي الشعب اليمني ويسد حاجته عشر سنوات مقبلة، ونهب أكثر من ستين مليار دولار تكفي لإعادة إعمار اليمن وتطويره لخمسين سنة مقبلة، فأين يقف أشقاؤنا في اليمن؟
مع دول التحالف التي تدفع المال من أجل الإنسانية والمشاريع التنموية والحياة الكريمة، أم مع إيران التي تدفع زهرة شباب اليمن للموت والمخدرات وتدمير الإنسان والعمران، ونشر الخوف والرعب والفقر والضياع من أجل تحقيق أهداف ثورتها؟ أم يقفون مع رئيس مخلوع تلاعب بهم وبمقدرات وطنهم ويبيعهم على قارعة الطريق للقاعدة والحوثيين وأي عملاء يحققون له شيئا من مأربه؟
يا أشقاءنا في اليمن، لا فكاك ولا خلاص لكم من هذه الدهاليز المظلمة إلا بالتخلص من "المخلوع وأبنائه"، وملالي إيران وأتباعه، والحوثي وأفكاره، وما عدا ذلك استمرار لتساقطكم في لهب "الفتنة"، وتخلف وانتهاك إيراني لقيمتكم وكرامتكم كبشر.
نسأل الله أن يردكم إلينا ردا جميلا، وأن يعود اليمن مهد الحضارات إلى الحضن العربي، وأن تعود لكم الشرعية والكرامة والأمن والاستقرار.
يا أشقاءنا في اليمن، ما يؤلم الشجرة ليس قطعها! ما يؤلمها أكثر أن نصف الفأس منها.