تتجه وزارة المياه والكهرباء ضمن خططها الاستراتيجية المستقبلية إلى الحد من الاستهلاك الزراعي الجائر للمياه في عدد من المحاصيل، نظرا لاستهلاكها كميات كبيرة من المياه المحلاة، وأكد وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله الحصين أن الأعلاف تستهلك أكثر من 6 مليارات متر مكعب في السنة، ما يعني ثلاثة أضعاف استهلاك المملكة، مبينا أن استيراد الأعلاف من الخارج سيوفر كثيرا من المياه من محصول نافذ من مياه فورية لا تتجدد، ما يجعل المؤسسة تضطر إلى مصادر مكلفة مثل التحلية. جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الـ111، وذلك في مقر المؤسسة الرئيس بالرياض أمس.

وعن مصير منتجي الأعلاف بعد الحد من زرع المحصول، أوضح المهندس الحصين أن آخر تصريح صدر لزرع الأعلاف كان قبل 20 عاما، ما يعني أن المستثمرين منذ ذلك الوقت استطاعوا تغطية مصاريف مزارعهم واستنفدوا العمر الافتراضي للمشروع، لافتا إلى أن كثيرا من العمالة الأجنبية دخلت في زراعة هذا المحصول، وهذا مؤثر في استهلاك المياه.

وفي سؤال لـ"الوطن" عن التحديات التي تواجه الوزارة بصفة عامة المؤسسة بصفة خاصة، بين وزير المياه والكهرباء أنه تم التطرق إلى حسابات حكومية وتجارية وإقرارها من المجلس وجهد المؤسسة في تسوية بعض ملاحظات المجالس السابقة، وكذلك انتقال الموظفين من المؤسسة والتحاقهم بجهات مشابهة ولكن بمزايا أفضل.

وبخصوص ما يعانيه مواطنو ومقيمو المنطقة الغربية وتحديدا محافظة جدة من نقص في المياه، واصل المهندس الحصين حديثه إلى "الوطن" بقوله إن حصة الفرد في جدة تصل إلى 300 لتر في اليوم، مشيرا إلى أن هذه النسبة كبيرة مقارنةً بالدول الأخرى وتحديدا الدول الأوروبية، مؤكدا أن النقص جاء بسبب الاستهلاك الجائر للمياه، مضيفا أن المستهلك في ألمانيا لا يستهلك أكثر من 100 لتر للفرد والاتحاد الأوروبي 140 لترا، مشددا على ضرورة تركيب أدوات الترشيد الذي قدمتها الوزارة مجانا ووزعتها الوزارة على أكثر من 3 ملايين منزل، كونها توفر 40% من الاستهلاك.

وأضاف أن هناك دراسة لإعادة تدوير المياه المستعملة، منوها بأن استعمال كل قطرة مياه تخرج من المنزل أو المنشآت الصناعية لإعادة استخدامها مرة أخرى سيكون له عائد إيجابي، مؤكدا أن شركة المياه الوطنية لديها نشاط يختص بإعادة تدوير المياه وبيعها وأصبحت تحصل أكثر من فوترة الماء.

وعن مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة، تابع وزير المياه والكهرباء أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في طور بناء محطة للتحلية على الطاقة الشمسية في مدينة الخفجي وطاقتها ستكون 60 ألف متر مكعب، مؤكدا أنه في حال أثبتت اقتصادياتها جدواها ستعمم على المملكة.

وواصل المهندس الحصين أن خصخصة المؤسسة من ضمن المواضيع التي سترفع مجددا للجهات المختصة، موضحا أنه سبق وأن رفعت وتوقفت عند المجلس الاقتصادي الأعلى حينذاك والآن في طور إعادة عرضها مرة ثانية على المجلس بتشكيله الجديد، متوقعا أن المؤسسة ستخصص لكي تحل كثيرا من العوائق التي تواجهها.