أكد الخبير الاستراتيجي للشؤون العسكرية الدكتور مصطفى العاني، أهمية عمليات الإنزال المظلي للأسلحة التي يقوم بها التحالف الذي تقوده المملكة، لعناصر اللجان الشعبية في عدن، لمواصلة حربهم ضد جماعة الحوثي الإرهابية، لافتا إلى أن الإنزال المظلي أسهم في حماية عدن من السقوط، وأبرز القدرات الفائقة للقوات الجوية المشاركة في "عاصفة الحزم" التي حققت نجاحات ملموسة في وقت وجيز.

وطالب في تصريح إلى "الوطن" باستمرار عمليات الإنزال المظلي ودعم اللجان الشعبية، إلى جانب مواصلة الضربات الجوية على مواقع الحوثيين والقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ، مشيرا إلى أن ذلك سيسهم في إيقاف زحف الحوثيين نحو عدن، كما سيوقف الإمداد لهم بالأسلحة إلى حد كبير.

وقال العاني إن التوسع في عمليات إنزال الأسلحة عن طريق الجو لعناصر اللجان الشعبية في الجنوب سيؤدي إلى تغيير موازين القوى على الأرض، الأمر الذي سينجح بالتزامن مع استمرار الضربات الجوي خلال الأيام العشرة المقبلة في حماية مدينة عدن من السقوط بصورة مؤكدة، مضيفا أنه "منذ بدء عمليات توفير السلاح للجان الشعبية على الأرض سرعان ما تغيرت طبيعة الصراع، ما أدى إلى تراجع مجاميع الحوثيين وتحرير محيط القصر الجمهوري، وبدأت عمليات المواجهة للحوثيين، ما دفعهم إلى استهداف المدنيين في محاولة إلى التشويش الإعلامي على أهداف الحرب".

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى ضرورة استمرار الضربات الجوية النوعية التي تستهدف قطع الطريق كليا على الحوثيين في تقدمهم إلى عدن في هذا التوقيت بالذات، لخلق إنجاز حقيقي يضاف لما حققته قوات التحالف من سيطرة كاملة على الأجواء والأوضاع في اليمن، الأمر الذي من شأنه إحداث تغيير أكثر وضوحا للضربات الجوية، وتمكين اللجان الشعبية من حماية مقدرات الشعب اليمني، ما يؤدي إلى تعزيز التحالف المؤيد للشرعية، ورفع وتيرة المقاومة الشعبية للمد الحوثي، وبالتالي انحسار النفوذ الحوثي على الأرض.

وأضاف العاني أن التدخل البري في هذا التوقيت يعد مجازفة غير مأمونة العواقب، ففيها كلفة سياسية ربما تفتح باب اتهام قوات التحالف باحتلال اليمن، وبها كلفة عسكرية من حيث العدة والعتاد، وأكثرها خطورة حدوث الخسائر في الأرواح بالنسبة لقوات التحالف نظرا لعدم الإلمام بطبيعة المنطقة، ومعرفة تفاصيل طبيعة الصراع على الأرض، ما يعني ضرورة الاعتماد على اللجان الشعبية وتسليحها، مشددا على تعزيز روح الانتماء للقضية والهدف الذي من أجله يجب على اللجان الشعبية العمل لتحقيقه، وهو استقرار اليمن، وعودة الشرعية، ونجاح الوحدة ومواصلة العملية الديموقراطية.

من جهته أكد  القيادي في قوات المقاومة الشعبية، الذي اختار أن يرمز لنفسه بـ"أبو عبداللطيف" في حديثه إلى "الوطن"، أن موازين المعركة تغيرت بدرجة كبيرة لمصلحة لجان المقاومة الشعبية، بعد أن أسقطت قوات التحالف أسلحة حديثة ومعدات اتصال متطورة، أعانتهم في قلب موازين المعركة على الأرض، وكان من ضمنها أسلحة قنص أدت دورا كبيرا في التصدي للانقلابيين ودحرهم.

أبوعبد اللطيف، وهو موظف في أحد قطاعات الدولة الرئيسة، أشار في حديثه إلى أن قوات الحرس الجمهوري السابقة الموالية للمخلوع علي صالح، أولت أسلحة القنص اهتماما كبيرا في بداية معارك عدن، عبر التمركز في نقاط حيوية ومحددة، استشهد على إثرها عدد غير قليل من الشباب المقاوم عن شرعية الوطن. وأضاف "خطة الانقلابيين،لا سيما من القوات الخاصة الموالية لصالح، ركزت على إعطاء القناصة المدربين والمحترفين أولوية في إدارة المعركة، بهدف كسر الروح المعنوية للمقاومة الشعبية، وأهل مدينة عدن على حد سواء، إلا أن عمليات إسقاط التحالف للأسلحة، قلبت الموازين رأسا على عقب، حيث لعبت دورا كبيرا في صد ودحر عناصر الميليشيات الإرهابية".