في طريق محفوف بالمخاطر وانعدام الأمن عاش أردنيون مع عائلاتهم قصة رعب أثناء نزوحهم من صنعاء إلى الحدود السعودية في رحلة رهيبة امتدت لـ15 ساعة، حاملين معهم قبل أمتعتهم "الرجاء" و"الأمل" للوصول إلى بلد الأمن والأمان "المملكة"، حيث تغير كل شيء لدى وصولهم إلى الأراضي السعودية مرورا بمنفذ الطوال.

فريد الجواوده الذي يعمل مديرا لأحد البنوك في محافظة تعز بدت الابتسامة ترتسم على محياه منذ أن حط رحاله بمنفذ الطوال الحدودي، تحدث إلى "الوطن" عن مشاعر السعادة بسلامته وأسرته قائلا "شعرت بالطمأنينة الكبيرة عندما أيقنت أنني بالفعل داخل الأراضي السعودية فالاستقبال والمعاملة كانت أبلغ من الحديث عن كرم الضيافة لأشقائنا السعوديين، فضحكات الأطفال تعالت بعد أن وزع المسؤولون الهدايا والحلوى والعصائر".

وأضاف "تم تسكيننا في فنادق فارهة ولم يكن لدى الأغلبية العظمى من النازحين وثائق أو حتى تأشيرة دخول، إلا أن الحكومة السعودية سهلت لنا المهمة"، مبينا أن المسؤولين في السفارة الأردنية أبلغوهم أنه لدى وصولهم إلى مطار جازان سيتم توفير رحلة دولية إلى دولة الأردن وهذا ما أنساهم معاناة الطريق.

أما محمد العمادي مدير بنك في صنعاء أكد على أن أغلب أطياف وقبائل اليمن مؤيدين لعاصفة الحزم وقوات التحالف، التي ستعيد لليمن أمنها واستقرارها وشرعية الحكم فيها للرئيس عبدربه منصور.

وقالت سهى الحمدان برفقة زوجها الذي يعمل مديرا لبنك في الحديدة "اضطررنا للخروج من مأزق الانقلابيين الحوثيين"، واصفة إياهم بالعصابات المتطرفة والمتمردة على السلطة والنظام، مشددة على ضرورة استئصال ذلك الداء العضال.

وأشادت أمل عذارية برفقة زوجها هي الأخرى بالقرار الحكيم للملك سلمان في الوقوف إلى جانب جيرانهم في دولة اليمن بالاتفاق مع جميع الأشقاء العرب من دول التحالف.

وأشار عبدالله حسن مهندس بإحدى الشركات في صنعاء، إلى انعدام الوقود بشكل كبير، إضافة إلى أزمة في المياه والدقيق والكثير من أساسيات الحياة، مبينا أن محطات الوقود لا تعمل سوى يومان في الأسبوع.

صفوان ملحم يعمل مديرا لأحد المطاعم الشهيرة في اليمن وإلى جانبه زوجته آمنه وأطفاله أصالة وهدى وبلال روى لـ"الوطن" قصة الإرهاب الحوثي الذي لا يفرق بين صغير أو كبير أو بين طفل وامرأة، مشيرا إلى القصص المريرة التي عاشها وأطفاله بسبب المضادات الأرضية للطائرات التي لا يجيد الحوثيون فنونها بل يرسلونها بعشوائية.

وعن استهداف الآمنين من المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان أوضح ملحم أن قوات التحالف بريئة من عبث المتمردين الحوثيين، ولم تستهدف عاصفة الحزم أي هدف غير مواقع تجمعات الانقلابيين الحوثيين، بل إن قوات التحالف تدرك مسؤوليتها تجاه الأشقاء باليمن وأكثر حرصا على سلامتهم.

سعيد العنزي الذي يعمل مترجما في إحدى الشركات اليمنية يروي آخر تفاصيل الرحلة إلى السعودية قائلا "أخذنا ما خف وزنه وغلا ثمنه، وتركنا ما وراءنا خوفا من المتمردين الحوثيين"، مشيرا إلى أن نحو 80 أردنيا موقوفين بمخفر جمال في منطقة التحرير ولم يتمكنوا من النزوح بسبب التعقيدات والتجاوزات المزاجية التي يرتكبها الحوثيون.

إلى ذلك غادر 134 شخصا من الجنسية الأردنية مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجازان أمس عائدين إلى بلدهم.