فيما دعا محللون سياسيون إلى ضرورة النظر في تحالف الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مع إيران والحوثيين، كونه مؤشرا لتحالفات إقليمية في المنطقة، ومؤثرا على الدول العربية، خصوصا في ظل عملية عاصفة الحزم التي ينفذها التحالف العربي بقيادة المملكة ضد جماعة الحوثي الإرهابية والموالية لطهران، قال المحلل السياسي ماهر أبوالجوخ إن الرئيس الإريتري رغم تحالفه مع إيران لن يتورط في صراع اليمن بشكل مباشر، لأنه يفهم أن الذي يجعله بعيدا من الاستهداف والترصد هو اعتباره كقاعدة خلفية لهذا التحالف وليس فاعلا في أي جزء من الصراعات، لافتا إلى أن إيران تنظر إلى أفورقي كحليف تكتيكي ولا يمثل لها عمقا مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات الموالية لها في سورية والعراق، ومن ثم فإن طهران بعد التوصل لاتفاق إطاري مع مجموعة الدول الست ربما يكون لها وجهة نظر أخرى في علاقتها بإريتريا.

وأضاف أبو الجوخ: الرئيس أفورقي يعتقد أن القضية الاستراتيجية التي تخصه هو الصراع مع إثيوبيا ويعتقد أن المجتمع الغربي متواطئ مع أديس أبابا في الحد الأدنى، لذلك يرى كجزء من التوازن أن يكون في معسكر إيران، غض النظر عن تقاطعاته الأيديولوجية، وينظر إلى المسألة في إطارها السياسي, وربما يفسر لنا سر تناقض أفورقي المعادي للإسلاميين والمتحالف في الوقت نفسه مع مجموعات إسلامية راديكالية مثل إيران وما لديها من توابع مجموعات كالحوثيين وحزب الله وغير ذلك، وبالتالي هو يتعاطى مع هذه المسألة من خلال الواقع المفروض عليه وهو حتى اللحظة يدرك أن تحالفاته لم تدخله في أي من الصراعات الإقليمية أو الدولية، وبالتالي فمن غير المتوقع أن يسمح أفورقي باستخدام أراضيه في أي عمل عدائي يجلب له عداء قوى إقليمية لها وزنها الدولي.

وأكد أبوالجوخ أن أفورقي لن يقدم على تحويل إريتريا إلى أرض منفى للحوثيين وفلول الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، خصوصا بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، لعلمه أن طهران ستكون حريصة على مصالحها الذاتية أكثر من حلفائها التكتكيين المرحلين، بمعنى أن أفورقي يدرك أنه حليف موقت يمكن الاستغناء عنه في أي وقت، كما أن الإيرانيين ليس بمقدورهم الدخول في أي صراعات على الأقل في الوقت الحالي، لأنهم في حاجة لإعادة ترتيب أوراقهم بعيدا عن اختلاق المشكلات.

من جانبه، قال أحد قيادات المعارضة الإريترية "ع.ع أ"، إن "النظام في إريتريا يعيش أزمات داخلية وعزلة دولية وإقليمية، وإن عملية عاصفة الحزم تمثل فرصة سانحة ?فورقي لنفض غبار النسيان الذي يحاصره والمساومة على عزلته، متوقعا أن يعيد أفورقي النظر في ارتباطه بالمشروع الإيراني لإنهاء عزلته في المنطقة.