منذ أن يبدأ الزائر جولته في معرض الملك فهد بن عبدالعزيز "روح القيادة" وحتى ينتهي يظل مبهورا بطريقة عرض نماذج من التاريخ تخلد الملك الراحل في الذاكرة.

أكثر من 120 مهندسا ومصمما وصلوا الليل بالنهار على مدى أربعة أشهر لإبداع هذا المعرض الذي تزيد مساحته على 3000 ألف متر مربع، للوصول إلى هذا الشكل الفريد من نوعه على مستوى المعارض المقامة في جميع أنحاء العالم.

تصميم المعرض جاء وفق رؤية فنية خاصة تعكس مدى أهمية شخصية الملك فهد بن عبدالعزيز، ويظهر ذلك جليا في توظيف التقنية الحديثة لإبراز ما يحتويه بطريقة سهلة وميسرة للزائر، مع الأخذ في الاعتبار معايير سهولة حركة الزوار بوجود المساحات التي تضفي نوعا من السكينة والهيبة.

اختيار اللون الأسود الممزوج بالذهبي كلون أساس للمعرض جعله لافتا ومبهرا، ويعبر عن أهمية الشخصية وهيبتها، إلى جانب إعطاء الفرصة بأن تكون المعروضات بارزة للجميع، كما أن توزيع الإضاءة حول المقتنيات بطريقة هندسية دقيقة أعطى الجو العام للمعرض رونقا جماليا.

وأشار مدير المشروع المهندس إبراهيم المهنا إلى أن طرق توزيع محتويات المعرض تمت عقب دراسة مستفيضة هدفها توصيل المعلومة التاريخية للشباب على وجه الخصوص الذين لم يعاصروا كثيرا حقبة الملك فهد - رحمه الله - بطريقة سلسلة وجذابة، مع الاستفادة من الشاشات التفاعلية لاختصار مئات المعلومات والصور.

وأضاف أن السعودية رشا الهوشان أشرفت على تصميم المعرض المتميز الذي يعد انطلاقة حقيقية لثقافة جديدة في تصميم المعارض، خصوصا الثقافية التي تختلف تماما عن المعارض التجارية التي تتسم بالتنوع في المحتوى وضيق المساحة وزخم الجمهور.

إلى ذلك، شدد الأمير نواف بن محمد على أهمية معرض "روح القيادة" في إبراز جهود الملك فهد بن عبدالعزيز في تنمية الوطن ورفعة المواطن، مؤكدا أهمية استمراره وتنقله بين مناطق المملكة.

وقال بعد زيارته المعرض إن الملك فهد كانت له إنجازات كبيرة في جميع المجالات، ومنها الجانب الرياضي، إذ حدثت نقلة نوعية جعلت الرياضة تتحول من شيء للتسلية إلى صناعة توصل إلى القمة، وأبرز مثال على ذلك تأهل منتخب المملكة إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات 1994 - 1998 - 2001، وحصول المملكة على أول الميداليات الأولمبية في عهد الملك فهد، إضافة إلى العناية بتشييد المنشآت الرياضية ودعم الأندية.

وتحتفظ ذاكرة المدير العام لكلية الملك فهد الأمنية مستشار وزير الداخلية سابقا الفريق متقاعد محمد عبدالله الطويان بذكريات جميلة مع الملك فهد بن عبدالعزيز، إذ كان يشرف على تدريب الراحل عندما تطوع في الجيش. وقال الطويان عقب زيارته المعرض: "الملك فهد بن عبدالعزيز خالد في إنجازاته وعطائه لدينه ووطنه وشعبه، وكان - رحمه الله - رجل المبادرات الكبرى، والركن الركين في دولتنا المباركة، وصانع إنجازات كبرى غيرت وجه التنمية". وأضاف أن الملك فهد كان بحق قائدا فذا لديه نظرة ثاقبة، يعرف جيدا كيف ومتى يُتخذ القرار المناسب، مشيرا إلى أنه تشرف بالعمل تحت قيادته عندما كان وزيرا للداخلية وتعلم منه الكثير، وهو من اختاره برفقة زميله الفريق عبدالله آل الشيخ لتأسيس كلية قوى الأمن الداخلي بشكل حديث، إذ كان طموحه كبيرا وجهده في التطوير قائما على أساس التعليم والتدريب والتأهيل، وإنجازاته التي حاول هذا المعرض تلخيصها تعددت وفي مجالات مختلفة. وقال الطويان: "عرفت الملك فهد عن قرب عندما تشرفت بتدريبه، وكان معه في حينها الملك عبدالله - رحمه الله- ، والملك سلمان - حفظه الله -، إبان تطوعهم في الجيش، وكانوا مثالا للقيادة والالتزام والأخلاق الرفيعة، وبدا تأثيرهم جليا في نفسية الضباط والجنود".

من جهته، أشار عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري إلى أن الجانب التوثيقي والجانب الإنساني واضح في شخصية الملك فهد، رحمه الله، وقدم المعرض ملخصا لتاريخ المملكة الذي عايشه الملك فهد بصورة توضح كيف عبرت القيادة السعودية في عهد الملك فهد الأزمات وكيف قادت التنمية. ودعا إلى أن يكون هذا المعرض دائما، وأن يكون له مقر ليوثق مرحلة مهمة من مراحل تاريخ المملكة حتى يكون ذاكرة للأجيال وحتى ينصف الرجال العظماء الذين قادوا المملكة في أصعب الظروف.




السديس: الملك فهد يمثل الريادة في أعماله


مكة المكرمة: مجاهد سراج

أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس أن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله – قدم لأمته ووطنه وشعبه الكثير من الإنجازات البارزة في المسيرة المباركة للمملكة سواء على المستوى المحلي أو العالمي.

وقال خلال زيارته لمعرض"الفهد.. روح القيادة ": للحقيقة والتاريخ فإن الملك فهد يمثل الريادة في كل أعماله بدءا من خدمته بالتعليم ثم في الداخلية وفي مجلس الوزراء وولايته للعهد وتبوئه سدة الحكم ومن أهم أعماله وإنجازاته توسعات الحرمين الشريفين ولا تزال توسعة الملك فهد للمسجد الحرام والمسجد النبوي مأثرة تاريخية شاهدة بعنايته الفائقة ورعايته الجليلة للحرمين مما لم يشهد التاريخ المعاصر في حينه مثيلا وكذلك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وتحديث الأنظمة في المملكة والوقوف بحزم أمام التحديات التي واجهت المملكة والمنطقة بصفة عامة ودوره رحمه الله في تحرير الكويت واتفاقية الطائف لمعالجة الأزمة اللبنانية ووقوفه دوما مع قضية فلسطين والبوسنة والهرسك وأفغانستان والكثير مما تختزنه الذاكرة ويسجله التاريخ بمداد من ذهب فضلا عن تعزيز دور المملكة في الخارج عن طريق المراكز الإسلامية والملتقيات العلمية والدعوية في عواصم العالم مما أبرز دور المملكة في تعزيز الوسطية والاعتدال، وتوازن الحضارة والأصالة والمعاصرة وما هذه إلا شذرات ومقتطفات من حياة حافلة بالإنتاج والعطاء والإنجازات ضمن سلسلة وضاءة وحلقات متلألئة في سيرة شخصية ريادية وقيادية فذة تعتمد على أسس الدين والعقيدة والتوحيد والشريعة والموازنة بين روح الشريعة ومعطيات العصر ما أنتج مرحلة مثمرة ومنعطفا تاريخيا في عهده.