بدت بوادر أزمة الطيران التي كدّست آلاف المسافرين في عدد من مطارات المملكة بالانفراج شيئا فشيئا، وذلك بعد العاصفة الرملية التي هبت على معظم مناطق المملكة يوم الأربعاء الماضي ولا تزال بعض المناطق تحت تأثيرها حتى أمس، وسعت شركات الطيران العاملة محليا لمضاعفة رحلاتها لاستيعاب المسافرين بعد أن وصلت مدد انتظارهم في تلك المطارات لساعات طويلة واضطر البعض منهم إلى المغادرة برا.
من جهته، أكد مساعد المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية للعلاقات العامة عبدالرحمن بن حمد الفهد في حديثه إلى "الوطن" أن عدد الرحلات المجدولة خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ 1526 رحلة، تم إلغاء 465 رحلة، بنسبة 30.47% من إجمالي عدد الرحلات وبلغ عدد الرحلات المتأخرة 678 رحلة بنسبة 44.4%، وأضاف "تم تشغيل 25 طائرة من الطائرات المستأجرة بملاحيها لمساندة أسطول شركة السعودية للنقل الجوي في نقل الركاب المتأخرين في مطارات المملكة المختلفة طوال الأيام الثلاثة الماضية.
الطائرات من طراز 747-400 وأيرباص 330" مبينا أن الخطوط نقلت أكثر من 28400 راكب في رحلات داخلية ودولية مع الأولوية للرحلات الداخلية على مدى الأيام الثلاثة.
وأشار الفهد إلى أنه تم احتواء الأزمة التي طرأت من خلال تشكيل فريق عمل للخطوط بقيادة المدير العام المهندس صالح الجاسر والوجود في المطارات لخدمة المسافرين، لافتا إلى أن بعض الطيارين عملوا مساعدين في رحلات أخرى ومشرفين على الخدمات الجوية عملوا مضيفين والبعض عمل لأكثر من 16 ساعة متواصلة.
وأبان مساعد المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية أن الوضع عاد بشكل طبيعي في مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض ومطار الملك عبدالعزيز في محافظة جدة، مشيرا إلى أنه تم إقلاع 61 رحلة ما بين الرياض وجده وتأخرت 18 منها بوقت بسيط جدا لا يتجاوز الساعة الواحدة.
وشدد عبدالرحمن الفهد على أن السلامة للمسافرين أمر لا يمكن تجاوزه، مشيرا إلى أن هناك عددا من المطارات تم إغلاقها امس بسبب العواصف الرملية، منها مطارات نجران وشرورة وبيشة والقيصومة وغيرها، مؤكدا أنه مع بدء الأزمة تم على الفور تفعيل مركز الطوارئ في العمليات الجوية بإشراف المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية وبرئاسة رئيس شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي وعضوية جميع مساعدي المدير العام في العمليات الجوية والأرضية والقطاع التجاري، وهو منعقد من مساء الأربعاء وحتى ساعة إعداد هذا البيان، مفيدا بأن مركز الطوارئ اتخذ عددا من الإجراءات وهي حصر أعداد الركاب المتأثرين من خلال أنظمة الحجز وتحديث المعلومات أولا بأول من خلال الرسائل النصية (الرسالة تصل لمن أدخل رقمه النقال في سجل حجزه) وحصر أعداد الطائرات الجاهزة للتشغيل، والاستعانة بطائرات من أسطول الحج والعمرة بملاحيها لتغطية بعض الرحلات المجدولة وإعادة تعيين رحلات بحدود ما كان متوفرا من الطائرات في المطارات الرئيسة وطلب الملاحين كاملي الجهوزية لتشغيلها، وإعادة جدولة الملاحين المنتهية ساعات عملهم وهي للتقريب عملية شبيهة بعملية حجز الركاب إلا أنها تختلف بسبب القيود على الوقت كما سبق ذكره.