بعد أن شهد مطار الملك خالد الدولي بالرياض وغيره من مطارات المملكة حالة من الغضب والتضجر الجماهيري بسبب تعليق عدد من رحلات شركات الطيران، وذلك نظرا لموجة الغبار التي ضربت العاصمة مساء الأربعاء الماضي، طالب عدد من المسافرين بضرورة تعويضهم عن العفش والمستلزمات الخاصة بهم التي فقدت مع تكدس المسافرين في المطار، إضافة إلى إنشاء إدارة مختصة لمثل هذه الأزمات والكوارث، كونها أحد عناصر قوى الإدارة الناجحة في مثل هذه الظروف، مبدين لـ"الوطن" استياءهم من تأخير الرحلات من دون سابق إنذار، وتبنيهم لمقاضاة الخطوط السعودية في حال عدم تعويضهم، متسائلين عن عدم وجود الخطة المناسبة لمواجهة الأزمة رغم علمهم بالعاصفة الترابية التي ستضرب المنطقة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
من جانبها، أبدت المحاضرة في قسم الجغرافيا بجامعة الملك خالد الدكتورة أمل بنت حسين آل مشيط، إحدى المتضررات من تعطيل الرحلات لـ"الوطن" تضجرها من عدم وجود التنظيم الجيد في مواجهة هذه الأزمة، مؤكدة أنها مكثت في مطار الملك خالد لأكثر من عشر ساعات وأن إخوتها واصلوا انتظارهم إلى ثلاثة أيام، منوهة بأن موظفي شركة الخدمات الأرضية يهددون المسافرين بأنه في حالة ذهابهم إلى مكان خارج إطار المطار فإنهم غير مسؤولين عن مغادرة الرحلة من دون علمهم والسبب يعود إلى أن الطائرة من الممكن أن تغادر في أي لحظة من دون سابق إنذار. وتابعت الدكتورة أمل آل مشيط أنه تم إرجاع أكثر من 5 آلاف شنطة خاصة بالمسافرين من دون تنظيم وترتيب، ما جعل البعض يفقدها بينما البعض الآخر وصل إلى الوجهة المراد السفر إليها ليكتشف أن العفش الخاص به ما زال في مطار الرياض.
وقالت المحاضرة في قسم الجغرافيا: "نعلم بأن ذلك خارج عن الإرادة ولكن أين الترتيب المسبق لذلك، ولماذا يتعهدون للمسافرين بتأخير رحلاتهم ساعة فقط لتصل إلى ساعات وهم يتأملون في السفر إلى مناطقهم، علما بأن الخطوط السعودية جلبت طائرة كبيرة لكي تستطيع إركاب أكبر عدد ممكن من المسافرين ولكن حينما صعدنا إلى الطائرة تم إرجاعنا بشكل مفاجئ من دون ذكر الأسباب".
ودعت الدكتورة أمل آل مشيط الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى ضرورة الإنذار الباكر قبل الأزمة بأكثر من أسبوع لكي تتمكن الجهات ذات العلاقة والمجتمع كاملا من إجراء الحيطة والحذر ووضع الخطة المناسبة والبديلة لكي لا يتعارض ذلك مع المصالح العامة، قائلة "الإنذار الباكر يفيد حتى المرضى الذين يعانون من الربو وغيره لكي يتخذوا كل الاحتياطات المناسبة لهم".