ما الذي يجعل ممثلة شهيرة وثريّة وذائعة الصيت الهوليودي والعالمي، مثل أنجلينا جولي، تترك أحيانا وتوقف أحيانا أخرى أعمالها الفنية، لتقص تذكرة عاجلة إلى بلد أفريقي مزّقته المجاعات والفقر؟.

ما الذي يجعلها، وهي في عمق الفلاشات العالمية، وتحت بؤرة الضوء الإعلامي العالمي، تهرب من كل ذاك الضوء المهيب الذي يسيل له لعاب أي إنسان على وجه البسيطة الصعبة، لتقص تذكرة ثانية إلى بلد آسيوي، لعبت فيه الأمراض لعبتها، وأخذت منه الحاجة والعوز كل مأخذ؟.

الإجابة عن هذه الأسئلة البديهية الصعبة السهلة أن ما يحرّك أنجلينا جولي، وغيرها ممن لهم ذات التحركات، هو الوازع الأخلاقي والإنساني للفنان تجاه حاجات الآخر، ومصائبه، واحتياجاته، ومشكلاته.

مثل هؤلاء النجوم، النجوم فعلا، والمشاهير حقيقة لا مجازا، لن تُضف لهم تلك الرحلات والمساهمات الإنسانية تجاه مجتمعات مُعدمة ومُتعبة بما يكفي، أي ضوء زائد، أو شهرة إضافية.

دور الفنان الحقيقي لا ينحصر في تقديم أعمال فنية، حتى وإن كانت تلك الأعمال الفنية تقطر إنسانية، بل يتجاوز دوره إلى ملامسة الواقع، والانخراط الحقيقي في هموم المجتمعات.

أشيد بشدة، على المستوى المحلي، بما يقوم به النجم فايز المالكي تجاه قضايا ومشكلات إنسانية في مجتمعنا السعودي، فذاك دور الفنان الإنسان لا الفنان الدُمية.