على وقع أصوات المدفعية التي تستهدف دك حصون ومخابئ للحوثيين، تجولت "الوطن" أمس على الشريط الحدودي، وتحديدا في محافظة الحرث المعروفة بـ"الخوبة" جنوب شرق منطقة جازان، ورصدت الإمكانات العسكرية الكبيرة والروح المعنوية العالية التي يتمتع بها رجال القوات المسلحة للدفاع عن الوطن.

وبين أعين تراقب الموقف والمستجدات على امتداد الحدود، جسد الكثير من الضباط والأفراد مواقف بطولية تمثلت في تسابقهم على أداء المهمة. وفي نجران، أكد المدير العام لحرس الحدود اللواء عواد البلوي، أن رجال الجهاز يمارسون مهماتهم على مدار الساعة، ولا يحتاجون توصية بالدفاع عن أراضي المملكة، لافتا في تصريح إلى "الوطن" عقب جولته في قطاعي سقام وخباش، أنهم يملكون إمكانات كبيرة.

من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لحرس الحدود بمنطقة نجران الرائد علي القحطاني أن إحصاء المقبوضات من الأسلحة أو المخدرات بلغ "صفرا" منذ بدء عمليات عاصفة الحزم، وأن حصيلة من قبض عليهم من المتسللين بلغت 184 متسللا من جنسيات أفريقية ليس لديهم وعي بنذر الحرب.




جنود يتسابقون لنيل شرف حماية حدود بلاد الحرمين، مرابطون ساهرون لا يفارقون أسلحتهم إلا لأداء الصلاة، الابتسامة تعلو وجوههم ليس لهم هدف سوى رضا ربهم ثم الذود عن وطنهم. هذا هو حال رجال القوات المسلحة المرابطين على الحدود الجنوبية بمنطقة جازان بعدما عاشت "الوطن" معهم لليوم الثاني على التوالي، حيث يسود الهدوء الذي لا تكسره سوى أصوات قصف المدافع وزمجرة الطائرات المحلقة في الأجواء.

لم تهدأ أصوات المدافع منذ أن بدأت "الوطن" جولتها أول من أمس حيث أكدت لـ"الوطن" مصادر أن القصف مستمر منذ انطلاق عاصفة الحزم، وحقق الكثير من دك مخابئ الحوثيين وكل من يحاول التسلل منهم على امتداد الشريط الحدودي. وأضافت المصادر أن الاستعدادات الكبيرة لقوات التحالف ومن بينها القوات المسلحة السعودية تهدف إلى مواصلة حربها على الإرهاب الحوثي الذي انقلب على الشرعية في اليمن.

وكعادتهم، أفراد القوات المسلحة يعشقون تراب الوطن ويجسدون أروع الصور في الدفاع عن أراضيهم وفي استعدادهم الكبير للتضحية من أجل استقرار وأمن إخوانهم وجيرانهم من الشعب اليمني الشقيق، وفي هذا السياق أكد أفراد القوات المسلحة أنهم مستعدون أن يضحوا بأرواحهم فداء للوطن ومقدساته ودفاعا عن جيرانهم، مشيرا إلى أن الروح المعنوية والروح القتالية العالية أكبر رادع للعدو، وأن الأمور تسير في مجراها الطبيعي في ممارسة حياتهم اليومية.

وكل شيء في جولة "الوطن" يلفت الأنظار، بدءا من الروح القتالية العالية لدى الجنود المرابطين وهم يعملون بروح الجسد الواحد متفانين في الذود عن تراب الوطن، كما أن الحياة تسير بشكل طبيعي، وأهالي القرى الحدودية اعتادوا على أصوات المدافع والطلقات مما زاد ذلك من ثقتهم في القوة الكبيرة التي حبا الله بها بلاد الحرمين بدعم من قيادتها الحكيمة.

إلى ذلك، قال محمد المسملي من محافظة أحد المسارحة "نثق كثيرا في جنودنا البواسل، ومشاعر الطمأنينة تحيط بنا لما رأيناه من بسالة رجال القوات المسلحة في الدفاع عن حدود المملكة".

وأضاف علي الصميلي من سكان محافظة صامطة "إن لجنودنا الدور الكبير في زرع الطمأنينة في نفوس الساكنين من أبناء محافظاتنا وقراها ولمن تربطنا بهم علاقة بالقرى الحدودية القريبة منا".