اعتبر محللون أن طهران والقوى العظمى نجحت في تحقيق اختراق من خلال التفاهم على اتفاق لوزان الموقع بين إيران ومجموعة الـ5+1 حول الملف النووي الإيراني، لكن لا يزال يتعين القيام بعمل هائل لإنجاز اتفاق تاريخي نهائي في يونيو المقبل، وذلك بمعزل عن المعارضين للاتفاق - من إسرائيل إلى خصوم الرئيس باراك أوباما الجمهوريين- الذين قد يضاعفون الجهود سعيا لنسف العملية.ولخص المحلل في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، أن ما أنجز يبقى "هشا جدا" لافتا إلى القوة "المخيفة" لمعارضي هذا الاتفاق، فضلا عن ذلك "هناك مسائل عديدة شائكة للغاية سيتوجب حلها في الأشهر الثلاثة المقبلة"، لأن الشيطان يكمن في التفاصيل خاصة وأن الاتفاق الإطار الذي أعلن الخميس الماضي في لوزان يتضمن جوانب عديدة ضبابية وغامضة.

وأشار فايز إلى أن ضغوط الجمهوريين قد تجعل أي رفع للعقوبات الأميركية أمرا صعبا، وأي اقتراح قانون يتوجب التصويت عليه في 14 أبريل المقبل قد يرغم الرئيس أوباما على الحصول على موافقة أعضاء الكونجرس قبل إبرام اتفاق نهائي.بدورها لفتت الاختصاصية في مسائل عدم الانتشار النووي كيلسي دافنبورت إلى أن الاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في لوزان "لا يحدد جدولا زمنيا معينا كي تمتثل إيران للتدابير المطلوبة في إطار تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مستدركة بالقول "لكن بالرغم من نقاطه غير الواضحة وجوانب الظل فيه "فإن الأهمية الأساسية لهذا الاتفاق حول الثوابت الرئيسية للملف لا يمكن الاستهانة بها".

ومن جانبه رأى توم كولينا من مؤسسة بلوشيرز فاند، أنه "يفترض تجنب اتخاذ تدابير في مجلس الشيوخ الأميركي من شأنها أن تنسف الاتفاق الإطار، لأن ذلك قد يقتل الاتفاق قبل إبرامه".

على الجانب الآخر انتقد نواب إيرانيون من الجناح المحافظ اتفاق الإطار الموقع بين بلادهم والدول الكبرى، معتبرين أنه انتهك بعض المسائل المتعلقة بـ"حجم تخصيب اليورانيوم، واستمرار العقوبات، وتغيير نظام مفاعل أراك، ومنع التخصيب بمفاعل فوردو، وخفض أجهزة الطرد المركزي من 19 ألفا إلى 6 آلاف".

كما هاجم موقع "الباسيج"، وهي القوات الشعبية التابعة للحرس الثوري الإيراني، اتفاق لوزان، وذكر أن "الحلم بالفوز في المفاوضات قد انتهى".