العميد ركن أحمد عسيري هو الصوت الإعلامي لعاصفة الحزم.. صلة الوصل بين ساحة المعركة والعالم. هدوؤه لفت النظر إليه منذ الإيجاز اليومي الأول، ردوده صريحة، ولغته سليمة، يملك الثبات والصبر، وطول البال لإعطاء الصحفيين وقتهم في السؤال. يستخدم تعابير الوجه ولغة الجسد ببلاغة، يتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وهو خير واجهة لزملائه منسوبي القوات المسلحة الذين أبهروا العالم بقدراتهم القتالية.

لا شك أن الإعلام جزء مهم من المعركة. والإيجاز الذي يقدمه العميد عسيري جزء أصيل منها، فهذا الظهور اليومي هو خير داحض للإشاعات التي يروجها الأعداء، ولا يقتصر دور هذا المؤتمر الصحفي على تقديم المعلومات والحقائق، بل له أهمية في تصحيح أي مفهوم خاطئ ربما ينشأ عند المتلقي عن الهدف السامي الذي قامت من أجله العاصفة. بعض الأسئلة غير المتوقعة بينت حضور البديهة لدى العميد عسيري، مثل السؤال عن كلفة العمل العسكري المالية في عاصفة الحزم، فقال دون تردد "أمن وسلامة اليمن يسوى عندنا أكثر من قيمة العمل العسكري"، ونهجه الإعلامي برز عندما سألته إحدى الصحفيات عن بعض القنوات المغرضة التي تفبرك أخبارا مغلوطة عن العمليات العسكرية، فقال: "الإعلام هو مرآة الحقيقة، هو ما يعكس الواقع، ونحن من خلال هذا المؤتمر نحاول أن نوصل إلى الرأي العام، داخل اليمن، وللرأي العام في العالم، ما العملية؟ ما أهدافها؟ ما الذي تم إنجازه على الأرض؟ والمشاهد اليوم واعٍ، ويستطيع الانتقاء ويفرق بين الغث والسمين".

العميد أحمد عسيري وزملاؤه نتاج مبهج للاستثمار في بناء الإنسان.