سجلت قطاعات حكومية وأهلية وكذلك أفراد في منطقة عسير مبادرات تجاه المرابطين وأبنائهم، من رجال القوات المسلحة والأمن الذين اقتضت الحاجة وجودهم على الشروط الحدودي تزامنا مع عمليات عاصفة الحزم، فيما تنوعت تلك المبادرات ما بين تعليمية واجتماعية تصب في مجملها في دعم تلك الفئة وأسرها.
وفي هذا الصدد أقرت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة عسير تنفيذ مشروع نوعي يعنى برعاية أبناء وبنات المرابطين من رجال القوات المسلحة والأمن في ظل الأحداث الراهنة التي تشهدها المنطقة تحت شعار "أبناؤكم في عيوننا".
وأوضح المدير العام للتعليم في المنطقة بالإنابة سعد الجوني، أن المشروع يهدف إلى رعاية أبناء وبنات المرابطين من خلال حصرهم وفق بيانات تعدها المدارس، وتقديم كل الاحتياجات اللازمة لهم من وجبات إفطار، وأدوات مدرسية ووسائل نقل، وخدمات طبية بواسطة فرق الوحدة الصحية المدرسية.
إلى ذلك بادرت مجموعة من المدارس الأهلية في منطقة عسير بإعفاء أبناء وبنات المرابطين من منسوبي القوات المسلحة والأمن العام، من الرسوم المتبقية عليهم هذا العام، في بادرة مجتمعية تعكس مدى تفهم هذه المدارس للتكاتف المجتمعي بكل أشكاله.
وثمن مدير إدارة التعليم الأهلي والأجنبي بتعليم عسير محمد الزهراني هذه البادرة من المدارس التي تفاعلت مع تداعيات المرحلة التي تمر بها المملكة، مؤكدا أن ما تقوم به هذه المدارس تجاه أبناء جنودنا البواسل ممن لبوا نداء الوطن جزء لا يتجزأ من مهماتها، ويعكس مدى إدراكها لمفهوم المواطنة الحقيقية وتقديم مصالح الوطن على أي أمر آخر.
وفي شأن متصل، تفاعل عدد من معلمي ومعلمات المنطقة مع الأحداث وآثروا التكفل بتقديم وجبات إفطار لأبناء وبنات المرابطين وتأمين احتياجهم من المستلزمات المدرسية، فضلا عن إتاحة الفرصة للتواصل مع أهلهم من خلال الهاتف في الأوقات التي تسمح فيها ظروفهم بذلك.
من جهتها، أعفت جامعة الملك خالد جميع طلابها المشاركين في عاصفة الحزم من رسومهم الدراسية في برامج التعليم الموازي، والتجسير، والدورات التدريبية لهذا الفصل الدراسي، تقديرا من الجامعة لجهودهم وشجاعتهم في الذود عن الوطن وتقديرا لجهودهم وشجاعتهم.
وأوضح مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن الداود أن هذه الخطوة تهدف إلى مراعاة ظروف الطلاب العاملين في القطاعات العسكرية ويدرسون في الجامعة، وتقديرا لدورهم البطولي، والوقوف مع القيادة والوطن في هذه الظروف الشجاعة التي تهدف إلى المحافظة على أمن المملكة.
في الصدد ذاته، بادر بعض ملاك العقار في أبها وخميس مشيط إلى إعفاء المستأجرين لديهم في مدد متفاوتة تقديرا للدور الذي يقومون به. وأكد محمد بن عبدالله القحطاني، أنه يمتلك عمارة بها عدد من الشقق في حي الصوامع بخميس مشيط وعمل على إعفاء المستأجرين لديه من المرابطين لشهرين من دفع الإيجار. فيما أوضح المواطن علي بن فالح من أبها أنه أعفى مستأجرين لديه من دفع الإيجار لشهر، وقال إنه قد يمدد إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
ولم يقتصر الدعم على الماديات فقط، بل شهدت منابر مساجد عسير أدعية للمرابطين، في حين يواصل أبناء المنطقة دعمهم لجنود الوطن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بالإشادة بهم تارة وبالدعاء لهم تارة أخرى، وبتحفيزهم وبيان الدور البطولي الذي يقومون به.