حذر سياسي يمني من خطورة ما يجري في عدن من استعدادات تقوم بها جماعة الحوثيين لاقتحام المدينة، مشيرا إلى أن الجماعة المتمردة عقدت العزم على اجتياح المدينة بأي ثمن، لذلك يسابقون الوقت في سبيل تحقيق هذا الهدف.

وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي محمد السامعي في تصريحات إلى "الوطن": "المتمردون جن جنونهم، وفقدوا صوابهم، لا سيما بعد الملاحقة المستمرة من طرف طائرات التحالف التي تسعى إلى قطع الإمداد عنهم، ومنعهم من التقدم نحو الضالع والبيضاء، إضافة إلى تدمير كل القوات المشاركة في محاولة الاقتحام، إلا أن المتمردين الذين لا يلقون بالاً للحفاظ على حياة المدنيين وعدم تعريضها للخطر بدأوا في قصف المدينة عشوائيا من مسافات بعيدة، ما يشكل خطرا بالغا على حياة سكانها".

ومضى بالقول إن هذا الموقف يتطلب من قوات التحالف العربي تكثيف القصف الجوي على الأرتال العسكرية الحوثية، وأضاف "إذا دخل المتمردون عدن فلا نستبعد قيامهم بارتكاب مذابح بشعة بحق السكان، انطلاقا من أحقاد قديمة، فهذه المدينة مثلت رمزا للصمود، وبقيت عصية على المتمردين الذين حلموا كثيرا باجتياحها. كما تكتسب المدينة بعدا رمزيا آخر، إذ أصبحت عاصمة موقتة لليمن، لجأ إليها الرئيس عبدربه منصور عقب اجتياح المتمردين للعاصمة صنعاء. لذلك يسعى المتمردون إلى السيطرة عليها هي الأخرى، حتى يؤكدوا سيطرتهم على البلاد كافة".

وأشار إلى الاعتداءات المتكررة على سكان عدن بواسطة المتمردين، وقال "قبل أن تصل قوات الشر إلى عدن بادرت بقصف المدينة من مسافات بعيدة، بهدف إشاعة حالة من الذعر وسط السكان، وإثارة حالة من البلبلة، ما يسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم، لكن سكان المدينة الباسلة باتوا على قلب رجل واحد، وأعدوا ما بوسعهم من قوة للدفاع عنها، بكل ما أوتوا من قوة، وليس بينهم مرجف أو خائف أو خائن. لكنهم يريدون من التحالف العربي دعمهم بالإسناد الجوي، وتشتيت جحافل الشر وقوى البغي، ومنعها من تحقيق أهدافها".

وتابع بالقول "إضافة إلى اجتياح مدينة عدن تسعى قوات الحوثيين إلى تحقيق هدف آخر هو صرف أنظار قوات الائتلاف التي تدمر حاليا مواقعهم في محيط صنعاء والمناطق المحيطة بها، وإيقاف الضربات التي أوجعتهم كثيرا، وهذا يتطلب العمل على مسارين، الأول يتمثل في مواصلة الطلعات الجوية على صنعاء، وفي الوقت ذاته تكثيف الجهود الرامية لإيقاف القوات المتجهة نحو عدن".