استبعد السفير السوداني الأسبق في إريتريا الدكتور محجوب الباشا أن يغامر الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بالوقوف إلى جانب الحوثيين والإيرانيين في السجال الدائر الآن في اليمن، مشيرا إلى أنه ربما يرى في الأزمة الحالية فرصة لتخفيف الضغوط التي يعانيها.

وحول ما إذا كانت أسمرة سوف تقدم على تصفية الوجود الإيراني الحوثي في الجزر التابعة له قال: إن الرؤية "لا تزال غير واضحة، فكل الأمور بيد أفورقي وحده، وهو يحكم البلاد بقبضة من حديد، ويتخذ القرارات المصيرية لوحده، ونادرا ما يقوم باستشارة مؤسسات الحزب الحاكم". ومضى الباشا بالقول "لا توجد مؤسسات مرجعية لاتخاذ القرار"، موضحا أن الرئيس الإريتري يتمتع بكاريزما قوية إلى جانب ما يتمتع به من شعبية لبساطته وتاريخه النضالي المشهود، وتفانيه من أجل قضية بلاده خلال حرب التحرير. وتابع "أفورقي رجل مستقل في آرائه وأفكاره، وأعتقد أنه ربما لا يقدم على اتخاذ موقف معين بخصوص ما يجري في اليمن، إلا في حال حدوث تغير كبير".

واستبعد الباشا أن تلعب المعارضة دورا في الضغط على أفورقي لإثنائه عن الانحياز للإيرانيين وحلفائهم الحوثيين، والتزام الحياد تجاه أطراف الصراع في المنطقة، وقال "المعارضة الإريترية، حسب تقديري، ضعيفة جدا، وليست لها قدرات قوية حتى تستطيع الضغط على الرئيس لوقف دعمه للحوثيين. وأعتقد أن الإريتريين ينظرون للصراع في المنطقة على أنه شأن عربي".

وأشار الباشا إلى أن ما يثار من علاقات لأفورقي مع إسرائيل هو "أمر مبالغ فيه كثيرا من جانب الإعلام العربي. ومع أن هناك علاقات بين البلدين ومصالح مشتركة دفعت تل أبيب إلى تقديم المساعدات لإريتريا، إلا أن الواقع ليس بالحجم الذي يتردد في وسائل الإعلام العربية. وحينما اندلعت الحرب الإريترية - الإثيوبية اتهم أفورقي إسرائيل بدعم أديس أبابا، وأن الطيارين الإسرائيليين حاربوا مع إثيوبيا".

وتوقع الباشا أن يختار الرئيس الإريتري الحياد وعدم توريط نفسه في صراع كبير، وتحمل فاتورة عداء مع قوى إقليمية كبيرة لها وزنها، مثل المملكة وبقية دول تحالف "عاصفة الحزم"، كما استبعد أن يبادر بالانضمام إلى الائتلاف العربي.وعن المكاسب التي سيحققها لبلاده، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، في حال طرده الإيرانيين والحوثيين من الجزر الإريترية، أو التزام الحياد، قال الباشا إن الأمر يتوقف على الدول العربية المكونة للحلف، لأن أفورقي إذا قرر طرد الإيرانيين وحلفائهم الحوثيين، فإنه لن يفعل ذلك بدون مقابل، لأنه لم يستضفهم من الأساس من دون مقابل.