استوعب فريق النصر سريعا الهزيمة الرباعية القاسية من عمر السومة ورفاقه وعاد بقوة وثقة كبيرة مخمدا الاتحاد بثلاثية حارقة في "الجوهرة المشعة".

المباريات الكبيرة تُظهر قدرات الفريق الحقيقية وهذا ما رسخه الأهلي في نزاله مع المتصدر في كلاسيكو الموسم في الجولة 20، ثم النصر مع الاتحاد في كلاسيكو أصفر تعامل معه الجميع بصيغة الحسم فكان الحزم من النصر ضاربا في أركان العميد، زاده جمالا (العقل) المفكر أحمد الفريدي بهدفين غاية في الروعة، وشوهه الكابتن القائد حسين عبدالغني بلقطة رصدتها الكاميرا من خلف الحكم السلوفيني "فينيسك".

وقبل التفاصيل نشيد بجماهير الاتحاد وننقدها، فقد كانت في أروع مشهد وأجمل صورة وأهازيج و"تيفو" فخم يعبر عن حب الوطن والولاء لقادتنا ودعم جنودنا البواسل لنصرة اليمن السعيد، ولكن بعضهم شوهوا النهاية بالقوارير ومغادرة المقاعد بعد الهدف الثالث..!

وفي الميدان بدأ النصر بقوة وحاصر مضيفه الاتحاد أول ربع ساعة دون أن يستفيد من فرص قابلة للتسجيل، قبل أن يخطف عبدالرحمن الغامدي هدفا ثمينا من هجمة مرتدة في وقت ذهبي آخر خمس دقائق من الشوط الأول "ثبط" من عزيمة النصراويين وأدخل الرعب في قلوبهم تخوفا من مضاعفة النتيجة بما يصعب مهمة العودة.

وواصل الاتحاد في بداية الشوط الثاني الاندفاع، لكن فهد المولد السريع جدا والحيوي أفشل المهمات المضادة بضعف التسديد والتفكير دون أن يلقي بالا لزملائه من حوله يمينا ويسارا..!

وتحرك مدرب النصر "ديسلفا" من موقعه في المدرجات "موقوفا"، مستنجدا بحسن الراهب لتعزيز عمق الهجوم والضغط على الدفاع الاتحادي، وأتبعه بعوض خميس لضبط إيقاع الوسط، بينما "بيتوركا" مدرب الاتحاد غير قادر على التفاعل بما يحصن منطقة المناورة وسبق ذلك بأغرب قرار في تعجله بإخراج "ماركينهو" الدقيقة 30. وواصل "ديسلفا" تفاعله في الدقيقة 70 بإشراك أحمد الفريدي الذي في الأصل كان يجب أن يكون أساسيا، بينما غادر الغامدي متأثرا بالإصابة ودخل مختار فلاتة بديلا في الدقيقة (73)، وفي ظل الضغط النصراوي باندفاع جل لاعبي الوسط تبعثر دفاع الاتحاد وارتبك أمام الراهب لتذهب الكرة لأدريان الذي خلص المهمة بنجاح فاتحا آفاق قلب النتيجة بهدف تعادلي الدقيقة "76" قبل أن يحقق الفريدي الأهم بهدف ثان وثالث في ظرف دقائق، بينما كان المحياني قد دخل لتعزيز الهجوم الاتحادي المعزول تماما، وهكذا أبدع النصر ونجح "ديسلفا" وفشل "بيتوركا".

وقدم الفريقان مباراة مثيرة وجميلة تجسد واقع مباريات الجولات الخمس الأخيرة من دوري جميل، وأن الفوز فقط مطلب الجميع من الأول إلى الأخير، ولا مجال للمخادعة ولا الهدوء ولا الهدايا..!

الضربة الثلاثية أصابت الاتحاديين في مقتل مع ترقب ضحايا، وأنعشت النصراويين على ذكريات الاحتفال باللقب مرة ثانية على التوالي.

وفي شأن حسين عبدالغني، فإن "خربشته" لبطن "مارتن" كما يحكي مقطع الفيديو بعيدا عن أنظار الحكم، وكذلك انزلاقته الطائرة تعيد الكابتن القائد الخبير إلى دوامة الانفلات والإساءات التي تضر تاريخه وتقلل من قيمة أدائه الفني العالي جدا، وسيجني على فريقه في أهم مرحلة إذا ما عاقبته لجنة الانضباط. والحقيقة أن عبدالغني يُحرج نفسه ومحبيه في أوقات حساسة وفي مباريات لا تقبل القسمة على اثنين، رغم أنه كان في أفضل حالاته طيلة الموسم.

وبالنسبة للفريدي فإن هذا النجم الخلاق في فنه ومتعة أهدافه يضيء سماء الكرة السعودية، وشخصيا استغربت ركنه احتياطيا وهو الذي كان نجما كبيرا في اللقاءات الأخيرة، ومع أنه شارك آخر 20 دقيقة إلا أنه خرج بالعلامة كاملة وأغدق على النصراويين من الأفراح ما يؤكد مضي العالمي في الصدارة بثقة.