د. عزة جمال زهران
أستاذ العلاقات الدولية
هنيئا للسعودية ومصر وللأمة العربية بنجاح القمة العربية السادسة والعشرين التي عقدت في شرم الشيخ يومي 28 و29 مارس، التي عكس إعلانها الختامي وقراراتها ما اجتمعت عليه إرادة قادتها من حلول واعية لمختلف المشاكل والتحديات التي تواجهها الدول العربية التي تمس أمنها القومي وبصفة خاصة الإرهاب.
وقد مارست السعودية ومصر دورهما الطبيعي في ريادة المنطقة العربية وتصدرهما للمشهد السياسي، وهو ما ظهر من قبل الدول العربية المشاركة في القمة العربية، حيث إن المملكة بقادتها وشعبها تمثل مرتكزا قويا من مرتكزات النظام الإقليمي العربي والعمل العربي المشترك، وتقوم بدور ريادي ومؤثر في تلبية احتياجات متطلبات الأمن القومى والعمل بكل قوة على إعادة ترتيب البيت العربي من الداخل وأسهمت في إنجاح القمة العربية، وقد اهتم الإعلان الختامي بضرورة تضافر الجهود والتنسيق الوثيق فيما بينها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إطار من التضامن والتكافل والاعتماد الجماعي على الذات.
ومشروع البيان الختامي للقمة العربية بالدورة الـ26 انطلق مع الواقع، وقد أكد القادة على تشكيل قوة مشتركة لحماية المنطقة العربية، مشيرا إلى أن البيان تطرق إلى مشاكل عدد من الدول، وكان معبرا عن آلام الوطن العربي الكبير. وتعرض البيان الختامي لما يحدث في ليبيا وضرورة تسوية المشاكل سلميا لاستعادة ليبيا دورها الإقليمي واستقلالها وسيادتها على أراضيها، وقد أكدت القمة على ضرورة تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة المخاطر التي تهدد الوطن العربي، ومن هنا أدعو إلى ضرورة التكامل العربي المشترك وقيام سوق عربية مشتركة تواجه التكتلات الاقتصادية الكبيرة على غرار الاتحاد الأوروبي.
وأختم بقول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".