أكد ضابط سابق برتبة عميد في القوات المسلحة اليمنية لـ "الوطن" وجود علاقة قديمة تجمع بين الرئيس المخلوع علي صالح والحوثيين تعود إلى العام 2004، وأضاف أن هناك تنسيقا بين الجانبين، حيث كان صالح يريد استخدام الحوثيين أداة لتصفية اللواء علي محسن الأحمر، كي يمهد الطريق أمام نجله للوصول إلى سدة الحكم دون منافس، حيث كان يرى في الأحمر عائقا أمام طموحه، ولذا كان يزج مباشرة بعلي محسن الأحمر في حروبه مع الحوثيين، بغية قتله.
وأضاف العميد متقاعد أحمد يحيى الأبارة في تصريحات إلى "الوطن" أن النظام السابق قام بحركة تغييرات كبيرة في قيادة الجيش اليمني، شملت إعفاء بعض القيادات، وإحالة آخرين إلى التقاعد قسرا، لأن أولئك الضباط كانوا يرفضون أسلوبه الاستبدادي، وطريقة القمع التي اتبعها طيلة فترة حكمه، وكانوا يدعون إلى الحرية والمساواة، وتكوين الجيش على أسس قومية ووطنية، إضافة لإزالة المظالم عن المواطنين، وهي مطالب لم تكن تلقى قبولا لدى صالح، بل استطاع أن يفرض سيطرته على كل مقاليد السلطة، ولا يستطيع أحد أن يقوم بأي تصرف دون موافقة المخلوع.
وأشار الأبارة إلى أن صالح حتى يضمن ولاء كل قواعد الجيش له قام بإزاحة كل من رأى أنهم يشكلون عليه خطرا، وبالمقابل وضع الموالين له على رأس الأجهزة العسكرية والأمنية.
وأضاف "صالح حول الجيش اليمني إلى إقطاعية خاصة به، وجعل مهمته الرئيسة هي حمايته وعائلته، وليس الدفاع عن اليمن، ولذلك وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه حاليا من تآمر عسكري مع أعداء الوطن، ولو كان الجيش قد تم تشكيله على أساس وطني لما حدث كل ما نراه اليوم. ولتصرف وفقا للدستور والقانون، وقام بدوره في حماية الوطن من هذه الشريحة الفاسدة.وأضاف "الحوثي وصالح لا يملكان شعبية داخل اليمن، بل ساعدهما فرض سيطرتهما بالقوة وامتلاكهما السلاح، وإرغام الناس على اتباعهما، بقوة السلاح الذي يمتلكانه، والمليشيات التي تدعمهما وقوات الجيش، بينما نجد أن المواطنين يمتلكون أسلحة خفيفة، لا تستطيع المقاومة.
ومضى الأبارة بالقول "هناك معلومات تفيد بتوجه صالح بعد الضربات إلى مديرية شبوة، ولديه أنفاق تحت الأرض في مكان أمن، لعلمه أنه لن يقبله أحد في هذا العالم. إلا أن عاصفة الحزم هي المنقذ لليمن بعد الله تعالى، من هذا الطغيان والاستبداد، فقد حققت أهدافها بدرجة كبيرة جدا، ودقة متناهية، ووصف موقف الملك سلمان بالشجاع المشرف للعرب، استجابة لدعوة أخيه الرئيس الشرعي، عبد ربه منصور هادي، متمنيا للمملكة دوام الاستقرار.