أكد أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى، الدكتور طلال الرفاعي، أن ما قامت به المملكة من حزم مع الأعداء ما هو إلا استمرار لنهجها في التعامل بحكمة في موضع ما، وحزم في موضع آخر، وتعاملها مع كل قضية بما تستحق، مشيرا إلى أن حكمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز والرجال الذين يساندونه ساهمت في حماية المملكة والدول العربية كافة من التغول الإيراني الذي كان يعيث في الأرض فسادا، لتحقيق أطماعهم التي ظلوا يعيشونها منذ نهاية عهد كسرى وانهيار إمبراطورية فارس، للعودة إلى سابق عهدهم الذي كانوا يرون فيه أنهم أمة متميزة عن بقية الناس، ويكنون فيه الحقد والبغضاء على العرب، مضيفاً أن تلك المحاولات تاريخية ومعروفة على مدى عقود من الزمن، وعرف عن الفرس أنهم أمة جبناء لا يحاربون إلا في الظلام، وذلك ما يفسر استعانتهم بأطراف بديلة للحرب عنهم، وهذا ما يحدث في دول عربية عدة.
وأضاف الرفاعي "عاصفة الحزم قطعت رأس الأفعى، وساهمت في إعادة من كان يظن أنه بعبع إلى حجمه الطبيعي، وأيقظته من أحلامه التوسعية، التي كان يريد معها الوصول إلى حكم الأراضي المقدسة، وهو ما يريد تنفيذه منذ القرن الرابع الهجري".
وأردف الرفاعي أن الروس أيضاً يتحركون في المنطقة بداعي الحقد على المملكة، وعلى المسلمين بعد أن تسببوا في سقوط الإمبراطورية الباردة التي كانت تحلم بالوصول إلى المياه الدافئة، وساهم الملك فيصل رحمه الله في منعهم وقمع أحلامهم، مشيراً إلى أن ما يقوم به الروس في سورية أو غيرها ليس حبا في السوريين، إنما بحث عن موطئ قدم لهم في المنطقة، وتعزيز وجودهم العالمي من أجل البحث عن تاريخ مضى، كانت فيه قوى عظمى إبان الاتحاد السوفيتي.
وأشار أستاذ التاريخ الإسلامي إلى أن التحالف العربي والإسلامي الذي قادته المملكة ساهم في الرفع من شأن وهيبة هذه الأمة، وأن للمملكة دورا كبيرا تقود من خلاله هذه الأمة وتقف معها في وجه أعدائها.