عدّ أستاذ العلوم السياسية بجامعة شنكايا التركية، ماهر نقيب، أن موقف أنقرة حول المشاركة في عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن، لم يكن متأخرا بشكل واضح، وإنما كان قرارا يحتاج إلى الدرس من رئاسة الوزراء، لأن تركيا أحيانا تمر بمشاكل داخلية سياسية تؤثر على القرارات الخارجية، وبما أن رئيس الوزراء كان وزير خارجية سابق، فكل القرارات الكبيرة لا تصدر إلا بموافقة رئاسة الوزراء، وهو ما حدث من خلال التأييد التام من كل الأوساط التركية، حتى المعارضة أكدت على ضرورة المشاركة في العاصفة.

ولم يبد نقيب تخوفا من التصعيد الحالي بين تركيا وإيران بسبب تصريحات إوردوغان الأخيرة، التي وصفها بالشجاعة حول خطورة السياسات الإيرانية على مستقبل المنطقة.

وحول اعتذار طهران عن استقبال إردوغان حسبما كان مخططا له الشهر المقبل، قال "نعم رفضت الزيارة، بل وصل الأمر إلى تسليم السفير التركي في طهران مذكرة احتجاج، وأعتقد أن هذا أقصى ما ستصل إليه العلاقات من التوتر حاليا، وستعود المياه إلى مجاريها، إذا تراجعت إيران عن موقفها السلبي مع دول المنطقة، مستبعدا أن تصل الأمور إلى توتر أكبر بين البلدين".

وأرجع نقيب قناعة تركيا بخطورة الوضع في المنطقة إلى إيمانها بأهمية الشرعية لدول المنطقة، وكذلك لإيصال رسائل إلى إيران، تعبر عن عدم الرضا بدورها في الداخل السوري، كما أن تركيا تعطي علاقاتها مع دول الخليج أهمية كبرى.

وعدّ نقيب أن قرار تشكيل الجيش العربي المشترك قرار صائب، حتى وإن جاء متأخرا، وهو مقلق لدولة مشاغبة مثل إيران، وربما يجعلها تعيد حساباتها في الداخل السوري، وعقب إنجاز أهداف عاصفة الحزم في اليمن ستكون دول التحالف قطعت يد إيران في جنوب الجزيرة العربية، وستتغير موازين القوى، وتتشكل قناعات أخرى بنقل دور التحالف إلى إنهاء الصراع في سورية، وحسبما أعرفه أن تركيا تدرس هذه الفكرة.