من يتتبع الديناميكية السعودية هذه الأيام عبر مطاراتها وقصر العوجا بالدرعية فيها وينظر للزعماء والقادة السياسيين، وتحديدا مسؤولي الدفاع والخارجية في تلك الدول وتضامنهم مع المملكة يسُجّلُ موقف الإعجاب ويتأكد لديه نجاح تلك الدبلوماسية، وما هو رصيدها لدى العالم احتراما وتقديرا للعلاقات المتميزة التي بنتها السعودية على مدى عقود اكتشفنا معه وخلال "عاصفة الحزم" تلك القوة الكامنة التي تحققت لهذه البلاد بفضل الله ثم بفضل سياستها الخارجية المتزنة التي أوصلتها إلى هذا المستوى تعاملا وثباتا في المبادئ وحسن العلاقة إذ صدقت فيها مع الآخرين، والزيارات التي كان الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، يجوب فيها العالم إلا إحدى تلك الصناعات الدبلوماسية الناجحة، إذ كان فارسها وليصنع العلاقة المتينة والحب المتبادل الذي أبان عن حقيقة تلك الوقفة الصادقة من الكل أثناء "هذه العاصفة" التي تقوم بها دول التحالف مع المملكة، وكيف أثبت العالم للمملكة أننا معكم قلبا صادقا يقفُ مع العدالة الشرعية لليمن الشقيق التي انقلب عليها الحوثيون بين عشية وضحاها.

اليوم ما نشاهده على أرض الواقع من تلاحم وما تحقق من هذا التحالف كانا من النتائج الواقعية لنجاح الدبلوماسية التي يقودها المخلصون من أبناء هذا البلد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ومُا يكنّه للآخرين.. بأننا رسُل سلام لا دعاة حرب ولكن عندما نُجبرُ عليها فإننا بإذن الله قادرون على خوضها والنجاح فيها.

 لقد كشفت هذه الأزمة ومخرجاتها عن المعدن الحقيقي للدول ذات المواقف المعبُرة والصادقة في تعاملاتها معنا خلال الأيام الماضية تعبيرا واضحا في صناعة المواقف الجلَية التي تنم عن حُب يكنه هؤلاء لبلد قدمّ مواقف أكثر تعبيرا عن صدق المواقف تجاه قضايا العالم، وخاصة الإنسانية منها والدور الذي تلعبه في المحافل الدولية وآخرها ذلك الموقف الذي سجلته المملكة في شرم الشيخ ومؤتمر المانحين والقضايا الأخرى التي تؤكد أن المملكة في مقدمة الدول التي لا ترضى بالظلم والعدوان على الشعوب وتسهم في كل مؤتمر يُعقد وهدفه تخفيف معاناة الشعوب في العالم تماشيا مع رسالتها في عالم اليوم.

 وما نلاحظه بين الفترة والأخرى من خطابات الملك، وفقه الله، أنه لا يخلو إطلاقا من الاهتمام بهذا التوجه الذي قامت عليه هذه البلاد منذ المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وحتى اليوم في انسيابية السياسة إذ هدفها بالتأكيد إسعاد البشرية كلها وفعلا نحن "رسُل سلام لا دعاة حرب".. فهل يعي الحاقدون الذين انبرت منابرهم الإعلامية للنيل من هذه البلاد الطاهرة وقادتها والمخلصين فيها، لكن هذا يدل على ما تضمره قلوبهم الشريرة والبغيضة تجاه وطني ويؤكد هذا تلك المسالك التي يحتال عليها كل مغرض يقوم معه باتخاذ كافة الوسائل التي يريد من خلالها زعزعة الحقائق، ولكن الله قادر على بيان الحق وهذا أكدته عملية "عاصفة الحزم"، إذ بينت أن "الحق أبلج" مهما حاول، كما ذكرت، أصحاب الأقلام والفضائيات من طمس للحقائق فإن الشمس ناصعة البياض لا يحجبها غبار الحقد الذي أعمى بصائر الذين يصدق فيهم "قلْ موتُوا بغيظكم إن الله مخرج ما كنتم تكتمون..."، أعماهم حقدهم عن الواقع والذي تتمتع به سياسة هذه البلاد ونجحت في رسالتها للآخرين فأثبتت العالم لها أنها صاحبة حق والله معنا يكلأنا برعايته وحفظه والسلام.