الصحة والعافية من نعم الله علينا التي لا تحصى، فأنْ تمتلك جسما معافى من الأمراض، فكأنك ملكت الدنيا كلها، كما قال الرسول الكريم: "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".
ولكن المؤمن مبتلى، ومن ضمن الابتلاءات إصابته ببعض الأمراض، ومن ضمنها مرض الوباء الكبدي "أجارنا الله وإياكم"، وكتب الشفاء لمن أصيب به.
هناك حوالى 700 ألف مصاب بمرض الكبد، وهو رقم مخيف، وكما تعلمون خطورة هذا الفيروس الذي يصيب الكبد وأضراره، ولن أتحدث عن طرق الوقاية والحماية، فأغلبكم قرأ وسمع عنه، ولكن من منطلق توجهي وحبي للأعمال التطوعية، قررت تسليط الضوء على جمعية تعمل في صمت، وتأثيرها واضح جدا في مجالها. هي جمعية "كبدك".
فهذه الجمعية من باب شعورها بالمسؤولية وتقديم الخير والعون ومساندة المصابين بالوباء الكبدي، تقدم أعمالا جليلة رائعة، أذهلتني كثيرا وشجعتني كي أتعمق في هذه الجمعية، وأساندها وأخدمها، فهي نموذج رائع يقتدى به.
الجمعية في بريدة، وأفعالها وأنشطتها في كل مدن المملكة، تحت إشراف رجل الخير الرائع الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود.
أدوار الجمعية كثيرة ونشاطاتها لا تتوقف من دعم مادي وصحي ونفسي واجتماعي، بحوث ودراسات علمية. مؤتمرات وندوات لهذا الوباء. أنشطة منوعة. مشاركة مع المراكز البحثية العالمية المهتمة بهذا الوباء. وأمور كثيرة لا تكفيها سطور مقالتي.
أتمنى أن أرى فروعا لهذه الجمعية في كل مناطق المملكة، وهذا ما يطمح إليه أمير القصيم، وأرجو من رجال الأعمال أن يعطوا بعضا من اهتمامهم وكرمهم لهذه الجمعية، وأن ينصفها الإعلام ويكشف دورها وعملها الخيري.
علاج مريض الكبد يكلف مليوني ريال، وإذا تم تشييد مراكز متخصصة في كل المناطق سيتم توفير مبالغ ضخمة، ونريح المريض من معانات السفر والفراق.
لذا أكتفي بأني أفتخر وأتشرف بـ"كبدك" وبكل العاملين فيها، وأدعو الجميع أن يدعموها ويقفوا معها ويساندوها، لأنها وُجدت من أجل الخير.