على مساحة الـ"يوتيوب" الحمراء الشاسعة، يجد المشاهد الذي ملّ من نمطية الدراما على القنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية، ضالته.

يقدم الثنائي الجميل جدا، حسن عوض وعطية عوض، عملا فنيا متميزا، هو "عيد وسعيد"، بمجهود بسيط من كليهما، وبفريق عمل متواضع الإمكانات فيما يبدو.

عيد وسعيد، شخصيتان جنوبيتان، تمارسان الحياة القروية الجنوبية القديمة، بكل بساطتها المُحببة، وبكل صدقها الفني.

العمل الذي بلغ جزأه التاسع على منصة الـ"يوتيوب"، يجتذب يوميا آلاف المتصفحين والمشاهدين.

الذي أعلى من قيمة هذا العمل، فيما أظن، هو مقدار الصدق الفني فيه، المتوازي مع صدق الحياة الواقعية التي كان يعيشها أهل القرى الجنوبية، في فترة زمنية ماضية، ولهذا يأخذك هذا العمل الجارف بالحنين، إلى مراتع طفولة أبناء القرى الجنوبية، قبل أن تدهمها لغة الأسمنت.

العمل بسيط جدا، وشخصيات الأبطال بسيطة أيضا، وهو لا يتعدى كونه يوميات جنوبية مُسجلة بكاميرا، وهذا ربما ثاني أسباب شهرة هذا العمل لدى متابعي الـ"يوتيوب" تحديدا، إذ إن هذا العمل أشبه بزجاج مرآة، يعكس وجه وطفولة وأمكنة وأزمنة المُشاهد الذي أمامه، خاصة أبناء القرى الجنوبية، الوارفة الظل والذكريات.

عيد وسعيد، عمل كوميدي جميل وممتع، قدّمته منصة الـ"يوتيوب"، لملايين الناس بوجهين جديدين على الساحة الفنية، كسرا مسألة الاحتكار التلفزيوني للوجوه الفنية، وكسرا النمطية التمثيلية الكوميدية في الأعمال التي تعرضها الفضائيات.

والأهم من كل ذلك، أن هذا العمل لا مِنّة لشركة إنتاج عليه، ولا منّة لمؤسسة رسمية عليه.

عيد وسعيد، فاتحة الدراما السعودية الجديدة، خارج بيروقراطية الإنتاج والعرض الرسميّين، في المؤسسات الإعلامية الخاصة، ووزارة الإعلام.