مباراة الهلال السعودي وفولاذ الإيراني الأسبوع قبل الماضي في إقليم خوزستان بالأحواز العربية كانت دليلا إضافيا على قمع دولة الاحتلال الفارسي لإخواننا الأحوازيين العرب، بسبب رفعهم لافتات مرحبة بالسعودية وأشقائهم العرب. الأحوازيون العرب كان من الطبيعي أن يشجعوا الهلال السعودي وأن يرتدوا الشماغ الأحمر، وكثير من الشباب كما بدوا في الصور كانوا يرتدون الثياب البيضاء إشارة إلى انتمائهم العربي.
الضفة الجنوبية على الخليج العربي يقطنها شعب عربي محتل ربما يكون أسوأ حالا من الاحتلال الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من دولة إسرائيل. العدو الفارسي الصفوي يختلف عن العدو الإسرائيلي بزيادة القمع والتنكيل الذي يفعله بالشعب العربي الأحوازي الأعزل، بل ويفرض عدم الحديث بالعربية ويحاول عبثا عزلهم عن تاريخهم وأمتهم العربية. تلك الملايين العربية من أحفاد الشيخ خزعل، أولئك المسلمون السنة يتعرضون لأسوأ احتلال من ملالي طهران الطائفيين الذين يسمون خرافة مظلومية (التشيع السياسي) دينا إسلاميا شيعيا، والتشيع من أولئك الصفويين أحفاد المجوس براء.
إخواننا العرب في الأحواز المحتلة احتفوا بنا وفرحوا بنا وشجعوا فريقنا وجددوا الرسالة للعالم أجمع بعروبتهم وارتباطهم بالسعوديين والعرب وانتمائهم لقبائلهم وأصولهم العربية، ودفعوا ثمنا لذلك عددا من شبابهم الذين قتلتهم أجهزة الإجرام الإيرانية بحجة لبس الدشداشة العربية (الثوب) والكوفية الحمراء (الشماغ). أثناء حديثنا قبل أيام على قناة الأحواز -دعما لقضيتهم العادلة- شارك معنا عيسى الفاخر عضو حركة النضال العربي الأحوازي، وتحدث عن الاعتقالات التي قام بها جيش الاحتلال الفارسي وميلشياته الصفوية والقمع الشديد الذي حصل بعد المباراة وأثناءها. الهتافات العربية التي صدحت بها حناجر الأحوازيين والزي العربي؛ استنهض همم العرب من الرياض إلى طنجة فلبيك أحوازنا المحتلة وسعديك.. الفعاليات العربية المؤثرة ينبغي مشاركتها بقوة من أجل دعم النضال العربي في الأحواز حتى النصر على العدو الغاصب المحتل وتحريرهم وقيام الدولة الأحوازية العربية أو الحكم الذاتي حسب ما يرتضيه الثوار الأحرار.
من هذه الصحيفة التي عرفت بدعم القضايا العربية والعادلة أدعو كل المثقفين والمفكرين والأدباء العرب وفعاليات المجتمع والإعلاميين والأكاديميين وكل من يؤمن بحقوق الإنسان وحرية الشعوب؛ دعم الشعب العربي الأحوازي لتحرير أرضه.
عيسى الأحوازي، ناشط إعلامي من الأحواز المحتلة أشار في ذات المقابلة التلفزيونية الداعمة للأحواز إلى أمله أن تقوم الدول العربية بدورها ومسؤولياتها تجاه الشعب العربي المنكوب هناك، وكيف أنهم يعقدون الأمل بعد الله على دعم إخوانهم العرب. برأيي أن الساسة العرب على قدر كبير من الحكمة واستشعار المسؤولية بحيث لا تغيب عنهم محاولات نظام الملالي القضاء على أهل السنة من عرب الأحواز ومن غير العرق الفارسي أيضا ممن يستوطنون الأحواز. تلك الحكمة تقتضي برأيي أن يفكر أعضاء مجلس الجامعة العربية بمنح الثوار العرب مقعدا دائم العضوية وتعترف بالأراضي الأحوازية كدولة مستقلة أو إقليم فيدرالي مستقل إضافة إلى ما يتبع ذلك من دعم لوجستي ومادي ومركز إعلامي بإشراف وزراء الإعلام بدول الجامعة ذاتها.
إيران لم تكتف بالتدخل في شؤوننا الداخلية في عالمنا العربي وصنع ميلشيات تتبع منهج ولاية الفقيه وصناعة عملاء ضد أوطانهم في العراق ولبنان وسورية واليمن، بل تقمع شعبا عربيا وتحتل أراضيه منذ خروج بريطانيا من المشهد قبل عشرات السنين. نظام الملالي في طهران يمنعهم من استخدام أسماء عربية أو تعليم أبنائهم العربية، بل ويمنعونهم حتى من ممارسة شعائرهم الدينية كمسلمين ينتمون للمذهب السني.
لا بد من الدعم الفوري والعاجل للمناضلين العرب في الأحواز من قبل الدول العربية، وأن يسلط الإعلام العربي والإسلامي أيضا الضوء على الاحتلال الإيراني وانتهاكه حقوق الإنسان الأحوازي، وحتى يتم التحرير ندعو الله العلي القدير أن ينصرهم على عدوهم ويمدهم بعون من عنده وأن يثبت أقدامهم ويسدد رميهم.