في السماء عاصفة، وفي دهاليز السياسة عاصفة أخرى، على هذا النحو اتسقت العملية العسكرية التي تقودها السعودية ودول التحالف لاستعادة اليمن مع صرامة في الخطاب السياسي، عبر عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في القمة العربية التي ختمت أعمالها في شرم الشيخ أمس، حينما رد بشدة على فحوى الخطاب الذي وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القمة وعبر فيه عن دعم موسكو لمواطني شعوب الدول العربية في طموحاتهم إلى مستقبل رفيه، وتسوية جميع القضايا بالطرق السلمية من دون تدخل خارجي.
وبمجرد أن فرغ نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد حلي من قراءة كلمة بوتين طلب الأمير سعود الفيصل الكلمة، ووجه هجوما شديدا إلى الرئيس الروسي، متهما إياه بأنه يدعم حالة عدم الاستقرار في العالم العربي من خلال تأييده بشار الأسد.
وكانت أقسى جزئية رد فيها الفيصل على بوتين، قوله "هو يتكلم عن المشكلات التي تمر بالشرق الأوسط وكأن روسيا ليست مؤثرة في هذه المشكلات.. هم جزء أساسي من المآسي التي تمس الشعب السوري"، داعيا إياه إلى تصحيح خطابه.
إلى ذلك، انبرت الديبلوماسية السعودية إلى الهجوم الذي تعرضت له المملكة من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وقال سفير الرياض لدى بيروت علي عواض عسيري إن خطاب نصر الله الأخير عبّر عن ارتباك لدى الجهات التي يمثلها، وتضمن كثيرا من الافتراء والتجني في حق المملكة، وفيه كثير من المغالطات التي تهدف إلى تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام.