لا أذيع سرا حينما أقول إنني أزداد تفاؤلا كل يوم بمستقبل بلادنا منذ تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم.
فروح جديدة قد بعثت في بلادنا، وكأنما تضاعفت سرعتنا التنموية أضعافا مضاعفة خلال أسابيع معدودة.
فها هو مجلس الاقتصاد والتنمية يثبّت أركانه يوما بعد يوما، ويتجاوز إرث التأجيل والتسويف الحكومي، ليتحول إلى جهاز رشيق الحركة سريع التأثير، والسبب واضح وجلي، وهو الدعم المتواصل للمليك -حفظه الله- ثم كفاءة وفعالية سمو رئيسه الشاب الأمير محمد بن سلمان وأعضائه من الوزراء الشباب، الذين استطاعوا بروحهم الشاب وحركتهم السريعة نقل الأداء الحكومي إلى مستوى جديد تماما.
فمثلا بعض القرارات والأنظمة سابقا كانت تدور في حلقة مفرغة من مجلس إلى آخر حتى تظهر بعد سنوات طويلة بعد أن ترهلت وأضحت خارج نطاق التغطية! لتحاول الوزارة المختصة إعادة تنقيح ذلك النظام والعودة مرة أخرى إلى تلك السلسلة الزمنية الطويلة، بل إن بعض الأنظمة الهامة لم تظهر نتيجة التجاذب السابق بين ذوي الاختصاص وغياب إطار زمني محدد لإنهاء أي نظام أو صدور أي قرار.
بالطبع يبقى التحدي القادم في متابعة تنفيذ هذه القرارات، والأهم من ذلك ضرورة الاستمرار بالتنسيق المسبق بين الوزارات الخدمية حتى لا تتضارب الجهود وتتعارض كما كان يحدث سابقا حينما كانت كل وزارة تعمل كما لو كانت جزيرة منفصلة عن الأخرى.
سقف توقعاتنا مرتفع إزاء أعمال مجلس الاقتصاد والتنمية، وهي توقعات ارتفعت خلال الأيام الماضية بعد قرار "رسوم الأراضي البيضاء"، وكذلك قرار منح المجالس السابقة مهلة 60 يوما فقط لإنهاء المواضيع التي كانت تتولاها.
وهذا أحد مخرجات روح الشباب التي يراهن عليها خادم الحرمين الشريفين، وهو بالطبع ما يزيدني تفاؤلا بمستقبلنا، لأن الشباب أكثر إدراكا لحاجات واهتمامات أكثر من 70% من مجموع سكان بلادنا، فهل تشاركني صديقي هذا التفاؤل؟