في ظل الأجواء التي تعيشها البلاد من أحداث يمكن وصفها بالحرب، والتي تأخر اندلاعها بسبب المحاولات الحثيثة التي قامت بها الدولة لتجنيب المنطقة قلاقل إضافية، وهو ما لم تنجح على تحقيقه، نتيجة التعنت الإيراني من جهة والتنمر الحوثي الأخرق من جهة أخرى، فإنه من المهم بمكان ومن أجل تجاوز هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة ألا نقف كمواطنين مكتوفي الأيدي بسلبية على اعتبار أن الدولة وحدها هي المنوطة بتحقيق الانتصار وإعادة الشرعية إلى جمهورية اليمن الشقيقة وفرض نوع من الاستقرار الذي يعيد إلى اليمن المنهكة بعضا من حقها في العيش الكريم.

ولكن ما الإسهام الذي يجب على كل مواطن مخلص لهذه البلاد أن يقوم به؟ والجواب على هذا السؤال واضح للعيان ويمكن إيجازه في النقاط التالية:

أولا: علينا أن لا نكف عن الدعاء لله عز وجل من أجل أن ينصر الحق ويمد جنودنا البواسل بالعزيمة والحيلة والإيمان به، وأن يعيدهم إلى الوطن رافعين راية بلادنا وقد أزهقت الباطل.

ثانيا: على المواطن أن يؤمن أن ما تقوم به الدولة في اليمن هو حق مشروع ودور ريادي يجب عليها القيام به، من أجل مصلحة جميع مواطني المنطقة الخليجية والعربية على وجه العموم.

ثالثا: على كل واحد منا أن يعي حقيقة تبدل الأولويات وتغير الظروف، فما علينا التركيز عليه في هذه الآونة، هو إيجاد القواسم المشتركة بين أبناء الوطن وغرسه بيننا، والبعد عن الخلافات الجانبية المناطقية والطائفية والفكرية التي بطبيعتها تفرق ولا تجمع.

رابعا: يجب أن نبتعد عن الترويج الأعمى للأخبار والأحداث التي تتناقلها وسائل الإعلام التي في غالبها لا تصدر عن جهات موثوقة، ففي أجواء الحروب والقلاقل يعمل الأعداء على بث المعلومات التي في غالبها تهدف إلى زعزعة الثقة وتهبيط الروح المعنوية.

خامسا: علينا أن نستمر في بناء وطننا كل في موقعه، وألا نشك لحظة في أن هذه البلاد قوية بما وهبها الله من خيرات ومن مواطنين صالحين ومن قيادة رشيدة، فقد أنعم الله علينا رغم كل العواصف التي تحيطنا بالأمان والاستقرار، وهما أمران قل وجودهما هذه الأيام.

أخيرا: الوقوف خلف قيادتنا الرشيدة صفا واحدا، مخلصين لها ومؤمنين أن عزنا من عزها، وأن نحميها بكل ما نملك.