اتق حزم الحليم.. أي متتبع لسياسة المملكة العربية السعودية يلاحظ من دون شك أنها تسعى دائما للسلم والسلام وتسعى لحل الأزمات والخلافات عن طريق الحوار والمفاوضات والتفاهم وتجنب الحلول العسكرية بالرغم من قوتها وتفوقها العسكري بالنسبة لكثير من دول المنطقة، وغالبا ما تبدي حلما واسعا يثير الاستغراب في بعض من الأحيان.
هذا الحلم الواسع يقدّره العاقل الحكيم ويغري بعض الجهلة للتمادي في جهلهم ويظنونه دليل ضعف وقلة حيلة، وقد كان الحوثي وحليفه الرئيس السابق علي عبدالله صالح هما آخر الجهلة الذين أساؤوا فهم حلم القيادة السعودية فتمادوا في غيهم وعبثهم بمؤسسات الدولة اليمنية والتعدي على القيادة الشرعية المعترف بها عربيا ودوليا، واتفاقهم مع إيران وتبنيهم لأجندتها وهي لا تخفي عداوتها للسعودية وبقية دول المنطقة.
لشهور طويلة ظلت السعودية تدعو جميع الأطراف اليمنية وخصوصا الحوثي وحليفه إلى احترام الاتفاقات وتدعو إلى نبذ العنف وتبني الحوار وتغليب المصالح الوطنية وعدم المساس بالشرعية، ولكن الحوثيين قابلوا هذه الدعوات بمزيد من التمادي في الجهل والغي فمن استيلائهم على دماج وتهجير أهلها إلى عمران إلى دخول صنعاء واستيلائهم على مؤسسات الدولة إلى أن بلغوا في جهلهم منتهاه فقاموا بحجز الرئيس الشرعي ورئيس الحكومة وبعد فراره إلى عدن قاموا بقصف مقره محاولين قتله، هنا تأكد للقيادة السعودية أن هؤلاء لا يفهمون لغة الحوار والمنطق ولا يلتزمون بعهد ولا اتفاق ولا يرعون حق جار ولا صديق فكانت "عاصفة الحزم"، لم تلجأ القيادة السعودية إلى الحل العسكري إلا بعد أن تأكدت أن هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء الجهلة ليرتدعوا عن غيهم ويحترموا تعهداتهم ويحترموا الشرعية ويراعوا حق الشعب اليمني الذي يعاني الكثير من الأزمات، ويستحق حكومة تهتم لأمره وليس حكومة همها الوحيد هو الاستيلاء على السلطة والتحالف مع دولة تعادي معظم شعبهم وتعادي أكثر دول المنطقة.
لقد كان الحوثيون وحليفهم يمارسون فوقية واستقواء في جلسات الحوار على بقية الأطراف السياسية بحكم تفوقهم العسكري، ويسعون للهيمنة على جلسات الحوار وعلى مؤسسات الدولة وفرض إرادتهم على الجميع، فكان لا بد من عملية عسكرية تعيد التوازن إلى الساحة السياسية اليمنية وإعطاء الحوثيين وحليفهم وزنهم الحقيقي ودفعهم للجلوس مع بقية الأطراف والوصول إلى حل سياسي، وهذا في اعتقادي هو هدف عملية "عاصفة الحزم" وليس هدفها إنهاء قوة الحوثي وحليفهم وإخراجهم من الساحة السياسية تماما.