وضع سوء الخدمات المقدمة داخل ملعبي الملك فهد الدولي والأمير فيصل بن فهد بالرياض، بجانب تباين تطبيق الأنظمة المتعلقة بإدخال أدوات التشجيع والشعارات الكبيرة خلال المواجهات التي تقام على الملعبين، جماهير أندية العاصمة الثلاثة النصر، الهلال والشباب ومحبي كرة القدم عامة، في حيرة من أمرها في ظل غياب آلية محددة وتفاوت حالات المنع من مباراة لأخرى التي تعتمد في معظم الأحيان على مزاجية المسؤولين عن أمن الملعب، وهو ما يحد من الحضور الجماهيري في تلك الملاعب، وتأتي معاناة وحيرة جماهير العاصمة في حين يحظى نظراؤهم في بقية ملاعب المملكة، وبصورة أكبر في مدينة جدة، بتطبيق آلية محددة تمنحها فرصة دعم فرقها بإدخال ما يرغبون من أدوات التشجيع بشرط ألا تكون مستفزة للفريق المنافس. "الوطن" استطلعت آراء مجموعة من الجماهير الكروية في العاصمة، للحديث عن تلك الأوضاع والتي حدت كثيرا من حضورهم ومساندة أنديتهم ومؤازرتها حيث اتفقوا على سوء الترتيب في دخول الملعب ومغادرته، خصوصا الزحام الشديد في المباريات الجماهيرية، وكذلك إلزامهم من قبل بعض مسؤولي أمن الملعبين بعدم رفع اللوحات الرياضية الخاصة بأنديتهم ووضع قوانين جديدة ومتباينة من ملعب لآخر.
الخدمات لا تساعد
ولم يجد المشجع تركي بن قرفان بُدا من التأكيد على أن الخدمات المتوفرة في ملعب الملك فهد لا تساعد أبدا على حضور المباريات، موضحا أن "سوء المقاعد وكذلك عدم وجود أجواء صحية مشجعة تتمثل في عدم توفر مطاعم كما في ملعب الجوهرة بجدة"، مبينا أنهم ومع حرارة الأجواء يضطرون لشرب ماء ساخن، وفي حال حضور جماهير كثيرة يتسبب ذلك في بعض حالات الاختناق، في حين أشار خالد أبو يزيد، إلى أن حضور المباريات الآن اختلف عن السابق "كنا قبل 30 عاما ومع اقتراب موعد المباراة بأيام نتحمس كثيرا ونستعد لها ونساند الفريق بكل قوة وإصرار من بداية المباراة لنهايتها، بينما في الوقت الراهن أصبح وجود الجماهير فقط للتيفو، دون أي حماس ومساندة لفريقهم"، واتفق معه المشجع محمد السالم الذي أضاف أن من يحضر حاليا للمباريات "صغار السن فقط لعدم توفر البديل لهم، كالشاشات الموجودة بالحدائق، كما هو الحال في جدة ودبي وغيرها من المدن، مما يضطرهم للحضور رغم سوء الخدمات المقدمة من الشركات المتعاقد معها في ملعبي الملك فهد الدولي والأمير فيصل بن فهد".
الجوهرة عالمي
وأفصح المشجع مازن العيد عن تفضيله الدائم لحضور المباريات في الملعب لما له من رونق خاص: "أتلذذ كثيرا في مشاهدتها مباشرة وأحرص على ذلك وليس من خلف الشاشات"، متمنيا "وجود شركات عالمية تؤمّن للجماهير الأغذية المناسبة الطازجة وليس كيك وماء وفصفص فقط"، فيما كال نواف السحيمي المديح لملعب الجوهرة بجدة، معترفا أن الوضع تغير تماما مع افتتاح هذا الملعب العالمي الذي يشجع كثيرا على حضور المباريات حتى وإن كانت لغير ناديك، مضيفا: "التنظيم هناك رائع والمقاعد متوفرة إلى ما قبل المباراة بوقت قليل والمطاعم عالمية، وبالتأكيد طاقة الملعب الاستيعابية الكبيرة لها دور في ذلك".
متاعب وصداع
من جهته، شدد سعد الجروان على أن حضور المباريات أصبح عاملا في جلب "المتاعب والصداع وحتى الجوع لنا كجماهير بسبب حضورنا مبكرا في اللقاءات الجماهيرية، ونضطر للحضور قبل بدء المباراة بست ساعات لضمان مقعد خال، وفي المقابل لا نجد أي خدمات جيدة كما هو الحال في ملاعب بعض دول الخليج المجاورة من تنظيم وترتيب وتوفر الإنترنت"، مستشهدا بحضوره نهائي كأس ولي العهد الموسم الماضي بين الهلال والنصر منذ الساعة 11 صباحا وخروجه من الملعب منتصف الليل للازدحام الشديد وسوء التنظيم".
تغيير المسؤولين
وطالب المشجع محمد العبدالله بتغيير المسؤولين عن الملاعب الرياضية لفكرهم القديم، بحسب وصفه، في وقت يتطور الآخرون في جذب الجماهير، وقال: "حينما أنظر لملاعب دولة قطر الشقيقة أو الإمارات أصاب بخيبة أمل من ملاعبنا القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب ونحن ولله الحمد والمنة لسنا بأقل منهم إمكانات ومالا".
بيئة طاردة
بينما وصف المشجع سلطان محمد، الملاعب الرياضية بـ"البيئة الطاردة للجماهير الرياضية بعكس الملاعب الأوربية حيث بإمكان المشجع حجز مقعده عبر تذكرة إلكترونية وهو في منزله، ومن ثم الحضور قبل بدء المباراة بدقائق معدودة"، منتقدا عدم توفر مواقف مناسبة "أصبحنا نوقف سياراتنا في أماكن بعيدة عن الملعب خشية الازدحام، ونظرا لعدم وجود حراس أمن نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من تعرضها للسرقة، وهو أمر سبق وأن حصل مرارا وتكرارا".