يعاني "الناشر" بين يديكنكم من "فوبيا الشخصنة"، المنبثقة من "علم نفس التيوس"، الذي أسسه هو ذاته،على رفض "حبر الأمة"/"عبدالله بن عباس" شهادة "الأقران" في بعضهم؛ لأنهم "يتغايرون كما تتغاير التيوس"! لكنه سيفترض ـ رغم ذلك ـ أنه يتمتع بالصفة "التيسية" الأجمل، بل ببيت الزميل/"علي بن الجهم" كاملاً: "أنت كالكلب في حفاظك للود * وكالتيس في قراع الخطوبِ"! ليقول: إن "طرفة بن العبد"، العرض الذي اختارته اللجنة المنظمة لافتتاح سوق "عكاظ" هذا العام: لا يمت للمسرح بصلة! بل هو عرض "إذاعي" خالص، منذ أن اختار القائمون عليه تقنية "البلاي باك"، أي تسجيل الأصوات مسبقاً، وتحريك الممثلين لـ"براطمهم"! وقد قلنا العام الماضي: إن هذه التقنية قصمت ظهر العرض الرائع/"امرئ القيس"، لعميد الكتاب المسرحيين السعوديين/"محمد العثيم"، وكانت "العيب الوحيد" فيه! أما في "طرفة بن العبد" فقد كانت "الحسنة الوحيدة"، إذ تخلى الدكتور/ "شادي عاشور" عن الإخراج، وتفرَّغ لحرفةٍ جديدة، سيكون له شأن كبير فيها، ولنسمِّها: "مدرب تحريك براطم"! أما "مسيو/روجيه غازي"، المعروف بـ"رجاء العتيبي"، فلا يحسد إلا على شجاعته "البرمجية اللغوية العصبية"، وهو يتصدى للكتابة المسرحية لأول مرة، وفي مثل هذا المحفل! ثم شجاعته "الأبرج الألغى الأعصب" في الدفاع عن هذا "الشيء"، في القناة الثقافية السعودية، وفي التغطيات الصحفية، ثم في زاويته "الحقيقة شمس" في الزميلة/"الجزيرة"، يوم الثلاثاء 4/10/2010م! ولو أخذ وقته واهتم بـ"النص"؛ ليقدم "طرفته" المختلف، ما احتاج أن يقول "خارجه": وهذا ما جعلنا في المسرحية نكتب (طرفة الثاني) وليس طرفة القار في أذهان الحضور"! أما العرض فلم يقدم غير "القار"، من تمرده على القبيلة إلى مصرعه! ولم يزده إلا فجاجةً في الحوار مع "النعمان"، وسذاجةً في الإسقاط بإقحام شخصية "الفارس الرومي"، الذي قصد "البحرين"، عن طريق "الحيرة"؛ لأنه سمع عن نبيٍّ يبعث في "مكة"! والذين بهروا بجرأة الإسقاط الرمزي، من غير المهتمين بالمسرح، لم يشاهدوا عرض "امرئ القيس" الماضي، فلا تحدثهمهن عن أفق الحرية في عروض "الجنادرية" مثل: "ارتكاس" "لعبدالرحمن الجار الله"، وإخراج/"صبحي يوسف"، أو:"رسائل الشرقي وأيامه" "لعبدالرحمن المريخي"، وإخراج/"علي الغوينم"!
وأما العتب الذي "نعاكظ" به أساتذتنا في اللجنة المنظمة، فهو أنهم لم يخبرونا أن المجال مفتوح "للتجارب"، حين استشارونا واقترحنا عليهم المحترفين: "فهد ردة الحارثي"، و "سامي الجمعان"، وهما من أبرز الكتاب على مستوى العالم العربي!