أكدت حكومة جنوب السودان أن تهديد الأمم المتحدة بفرض عقوبات عليها وكبار المسؤولين فيها، لن يثنيها عن مواصلة قتال المتمردين، وقال الرئيس سلفا كير ميارديت أمس إن التهديد الأممي لن يثنيه عن الرد على خصومه. وقال أمام تجمع للقيادات الشبابية في جوبا "هذه المرة إذا هاجمت قوات ريك قواتي من جديد فسأقاتلهم حتى يقضى عليهم، ولن نوقف هذا حتى لو فرضت العقوبات على جنوب السودان، لأننا ببساطة نقاتل دفاعا عن النفس".
وتأتي تصريحات كير بعد أيام قلائل على قيام برلمان الجنوب بالتصويت بتمديد فترته الرئاسية لثلاث سنوات، بعد إلغاء الانتخابات التي كانت مزمعة في يونيو المقبل.
وانهارت محادثات السلام بين الطرفين قبل ثلاثة أسابيع من دون تحديد موعد مقبل لاستئنافها ما دفع بالوسطاء إلى الإعلان أن الطرفين فشلا في واجبهما حيال تحقيق السلام.
وقتل آلاف الأشخاص وتهجر أكثر من مليون آخرين منذ اندلاع القتال بين مؤيدي كير وأنصار نائب الرئيس السابق ريك مشار في الدولة الأحدث في العالم في ديسمبر عام 2013.
وأبرمت منذ ذلك الحين عدة اتفاقات لوقف النار، لكن الطرفين لم يحترماها. كما تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك آخر اتفاق لوقف إطلاق النار في أوائل شهر فبراير الماضي. وفرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على قادة الفريقين.
وكان مجلس الأمن قد هدد يوم الثلاثاء الماضي بفرض عقوبات على "أفراد كبار" لقيامهم بأفعال أو اتباع سياسات تعرض أمن واستقرار بلادهم للخطر.
كما حض المبعوث الأميركي إلى جنوب السودان طرفي النزاع على استئناف مباحثات السلام، مجددا التهديد بفرض عقوبات إذا استمرت الحرب الأهلية الدامية. وقال دونالد بوث في تصريحات من جوبا "هناك سبيل إلى السلام عبر المفاوضات التي لا يجب السماح بأن تبقى مستمرة بلا نهاية". وأضاف "أعتقد أنه لم تعد هناك حلول عسكرية للنزاع الحالي" والمباحثات "لا يمكن أن تدوم بدون نتائج. شعب جنوب السودان عانى وضحى بما فيه الكفاية".