لست خبيرا سياسيا ولا أدعي المعرفة التامة والمطلقة في أمور الحرب، ولا أجيد تحليل المواقف الديبلوماسية وتلاوة قرارات وقوانين مجلس الأمن الدولي أو حتى حيثيات القمة العربية وجامعة الدول العربية.
لكن ما يمر به الوطن الآن وظروف المنطقة يحتمان على الفرد أولا والكاتب أو المثقف أو المفكر وحتى قادة الرأي العام والمؤثرين فيه بأي شكل وأي نسبة حتى ولو ضئيلة ثانيا أن يتفاعل مع كل ما يحيط به وأن يكون جزءا من مجتمعه وأمته وأن يشعر بنبضهما وينقل الصور عنهما ولهما.
يقول نابليون بونابرت أحد القادة العسكريين "في الحرب كما في الحب لكي ينتهي الأمر لا بد من مقابلة مباشرة"، لذلك قررت القيادة السعودية وشقيقاتها في دول الخليج خوض حربها في اليمن دفاعا عن الشرعية وتلبية لاستغاثة الرئيس اليمني عبدربه منصور وحفاظا على أمن وطننا من تهديدات الميليشيات والعصابات الحوثية، وأطلقت اسم "عاصفة الحزم" على معركتها وحربها، ومنذ انطلاق عاصفة الحزم انطلقت تزامنا معها عاصفة الحب والتلاحم بين شتى أطياف المجتمع متمسكين بعقيدتهم ومترابطين مع حكومتهم، الجميع نسي كل ما يمكن نسيانه وتفرغ لأن يكون جنديا من موقعه، فالجنود ليسوا هم من يخوضون المعارك في ساحات الوغى.
فالمفكر والمثقف يقدمان قراءتيهما للمشهد ويحللان الموقف ليستنير برؤيتهما الآخرون ويقدمان نصحهما وإرشادهما للتعامل مع كل الظروف.
وآخر يدحض إشاعة ويفند زيفها حتى لا ينجرف خلفها البقية، وثالث يتنازل عن مديونيات لرجال الجيش البواسل تقديرا منه لدورهم.
الرياضيون بدورهم ألقوا بميولهم بعيدا واتحدوا من أجل لون واحد فلا يمكن الحديث عن الهوامش في حضرة الثوابت والمبادئ.
هذه الصور غيض من فيض لمشاهد الألفة والمحبة والتلاحم لشعب يؤمن بالله عز وجل ثم بقيادته الحكيمة ويقدم كل ما يملك لأرض الحرمين الطاهرة من أجل أن تبقى حرة أبية.
ناهيك عن صور تلاحم الشعوب العربية وقيادتها مع بعضها البعض ودعمها للحكومة السعودية في مشاهد خلنا أنها غادرتنا بلا رجعة، وقليل منا من كان يأمل في أن تعود أحيانا الأزمات والشدائد لتكون مرآة تعكس لنا الصور وترينا ما لا نراه مباشرة أو ما لا نشعر به لفترات.
اللهم انصر وطننا واحفظ قادتنا وجنودنا البواسل في كل ثغر.
اللهم ادم علينا أمننا وأماننا واجمع كلمتنا على الحق يا رب العالمين.