رغم أجواء الحرارة التي بدأت تجتاح العروس، إلا أن المشاهد، وبخاصة على أطراف شواطئ العروس، تحولت إلى زاد من الذكريات بالنسبة للمصطافين الذين أحبوا أن يوثقوا اللحظات الأخيرة من الإجازة بملامسة مياه بحرها واللعب مع آبائهم، قبل الوصول إلى مدنهم وبدء الدراسة غدا.
منظر الأبناء وهم يلهون ذهابا وإيابا بين زبد البحر الذي تجمع بين أخماص أقدامهم، والطلبات الملحة منهم التي تكاد لا تنتهي بتصويرهم المستمر، وبلقطات مختلفة من قبل ذويهم، تشعرك وكأنهم سيدخلون بتلك الصور في إحدى مسابقة جماليات التصوير الفوتوجرافي التي تقيمها بين فترة وأخرى هيئة السياحة والآثار.
الملفت في منظر العروس من نافذة بحرها، هو إصرار الناس سواء من ساكنيها أو مصطافيها الذين بدأوا منذ الصباح الباكر وما بعد صلاة عصر أمس الجمعة في الرحيل إلى مدنهم ومحافظاتهم، هو مرورهم بجانب كورنيشها الذي لم يغب عنه عاشقوها، وكأنهم يسطرون إحدى قصائد العشق لوداع بحر جدة، الذي سطرت في هيامه أبيات شعر، هذا غير الأبيات الجداوية المعروفة محلياً بـ "الكسرات".
الآيسكريم عاد لواجهة الاستمتاع بين الأبناء وأهاليهم، لترطيب حرارة الشمس، ببلسم من نكهات الفانيلا الممزوجة بالشكولاتة، والطريف أن بعض الأبناء يصرون على شراء الآيسكريم المحلي الذي تقوم السيارات المتحركة ببيعه، ويفضلونه على ماركات الآيسكريم العالمية التي تنتشر على طول خط كورنيش العروش شماله ووسطه.
السير على ممشى الكورنيش هواية أخرى، تستطيع ملاحظتها رغم درجات الحرارة المختلفة، إلا أنك تجد من يقوم بهذه الهواية، عشقا لنسمات العروس ورونقها.