كثير من السعوديين من مجالات مختلفة ومتنوعة، في الفن والشعر والرواية والمسرح والتعليم، بعد أن أعياهم البحث عن ذواتهم المتخبطة الضائعة هنا بين أهلهم، في غياب شبه تام للدعم الواعي لمواهبهم ومشاريعهم، وبعد أن طال بهم أمد الانتظار دون تقدم أو بادرة تذكي روح المنافسة والتشجيع، لم يستسلموا لطاحونة الوقت، بل اتجهوا إلى كثير من الدول الشقيقة المجاورة باحثين عن الجوائز والمسابقات والدعم والشجيع.
فكانت أحلامهم هنا أن يحرزوا تقدما هناك، وأن يثبتوا أنّ إنجازهم هنا يوافق معايير الإنجاز هناك، حتى يكون لهم من جوائزهم وشهاداتهم نصيب. لم أقرأ هذا الأمر قراءة إيجابية، خاصة بعد أن شاهدت بأم عيني تواثب البعض على توثيق كل حركة وسكنة يقوم بها في مجال عمله، لا لإفادة من يأتي بعده، وإنما هو أمر لا يعدو عن أنه توثيق شكلي يحفظ إنجازه للمشاركة في الجائزة الفلانية في الدولة العلانية.
هناك قصور كبير لا شك في مجالات عملنا ودراستنا أدى إلى غياب روح المنافسة والتحفيز، حتى ساد الملل والركود والركون للمألوف. لذلك يجب على أصحاب الشأن البحث عن آليات وطرق غير تقليدية لإعادة الحماس المفقود الذي يبحث عنه السعوديون في الجوائز الخارجية.