أكد خبير استراتيجي يمني، لـ"الوطن" أن جماعة الحوثي المتمردة أرادت فرض أمر واقع عسكري قبل القمة العربية المقبلة التي ستبدأ أعمالها غدا في شرم الشيخ، إلا أن الضربات العسكرية بقيادة السعودية أفشلت خططه.
وأشار الخبير محمد عمراني إلى أن المملكة كانت تسعى إلى الحوار واحتواء الأزمة اليمنية، الدولة الجارة لها، وأحد مكونات عمقها الاستراتيجي الأمني، إلا أن التعنت الحوثي ولغة الاستكبار والغرور التي يمكن ملاحظتها من الحسابات الرسمية لقياداتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جعلتهم يستعدون ليس المملكة فقط، بل محيطهم الإقليمي وتهديد مصالح هذا الإقليم عبر السيطرة على الممر المائي الاستراتيجي، باب المندب، الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب.
وقال: "إن هناك نقطة مهمة، ترتبط بمسألة الاستفزازات، بإقامة مناورات عسكرية على الحدود المشتركة مع السعودية، كنوع من التهديد والاستفزاز الذي لم يرض به اليمنيون، وهو ما تناولته الصحافة اليمنية باستياء كبير". أمر آخر أوضحه المراقبون في المسألة المنية، وهو أن الضربات الجوية العسكرية، جاءت وفقا لميثاق جامعة الدول العربية، وبعد طلب من الرئيس عبدربه منصور هادي التدخل وإنقاذ اليمن والحكومة الشرعية والدفاع عنها، ويتطابق عما ذهب إليه عمراني، الذي أشار إلى أن ما حدث إحدى نتائج الاستعداء الحوثي للمنطقة، وهم من أوصلوا الأمور إلى هذا المنحى. كما أكد مراقبون أن الدور البارز في هذه الضربات الموجعة، كان يعود للعمل المتكامل والمعلومات الدقيقة التي قامت به الاستخبارات السعودية لتجنيب المدنيين وتنفيذ ضربات أكثر دقة ونتيجة، وتدمير بطاريات الصواريخ والمعسكرات التابعة للانقلابيين في اليمن، وهذا ما أوضحته نتائج الضربات التي أربكت حساباتهم على الأرض.