حظي القرار الذي اتخذته المملكة في وقت متأخر ليل أول من أمس، بشن عملية "عاصفة الحزم" العسكرية لدعم الشرعية في اليمن، بتأييد كثير من دول العالم التي رأت فيها مخرجا للأزمة التي يعانيها اليمن في الوقت الحالي، وأشادت بالقرار ووصفته بأنه "خطوة شجاعة وموفقة".
ففي واشنطن، أعلن البيت الأبيض تأييده للعملية، كاشفا أن الحكومة السعودية قامت بالتنسيق مع نظيرتها الأميركية "على أعلى مستوى"، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان "ندعو الحوثيين بحزم إلى وقف أعمالهم العسكرية التي تزعزع البلاد فورا، وأن يعودوا إلى المفاوضات التي تشكل جزءا من الحوار الوطني.
فالأسرة الدولية قالت بوضوح في مجلس الأمن الدولي، وفي منتديات أخرى، وأكدت أن سيطرة فصيل مسلح بالقوة على اليمن أمر غير مقبول، ومن غير الممكن أن تتم العملية الانتقالية السياسية الشرعية التي يسعى إليها الشعب اليمني منذ زمن، إلا عبر مفاوضات سياسية، وبإجماع كل الأطراف المعنية".
وتابعت القول: إن بلادها "تقيم شبكة تخطيط مشتركة مع السعودية، لتنسيق الدعم الأميركي، وتقدم في الوقت الحالي دعما لوجستيا ومخابراتيا للعملية".
وفي السياق ذاته، أعرب عضوا مجلس الشيوخ الأميركي النافذان، جون ماكين، وليندسي جراهام، عن دعمهما للعملية العسكرية، وقالا في بيان مشترك: "نتفهم دوافع السعودية وغيرها من الشركاء العرب من أجل التحرك، إذ لا يمكنها السكوت عن وجود مجموعات متطرفة مثل القاعدة أو ناشطين مدعومين من إيران على حدودها".
بدورها، أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن العملية التي تشنها قوات الائتلاف العربي في اليمن، أتت "كرد فعل، بعد انتظار طويل، لأجل أن تتوقف جماعة الحوثيين عن ممارساتها العدوانية التي لا يفهم منها سوى رفض الحوار، والعملية السلمية بأكملها".
من جانبها، أكدت تركيا دعمها الكامل للعملية التي تقوم بها دول عربية، وأكدت استعدادها للإسهام فيها بما يطلب منها. ودعت كل أطراف الأزمة اليمنية للجلوس إلى طاولة الحوار.
وعلى الصعيد العربي، أكدت مصر تأييدها ومشاركتها في العملية العسكرية، وقالت وزارة خارجيتها "تعلن جمهورية مصر العربية دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن، استجابة لطلبها، وذلك انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج". وتابع البيان "التنسيق جار حاليا مع المملكة ودول الخليج الشقيقة، بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف".
أما المملكة الأردنية، فقد أكدت مشاركتها في العملية، وقال بيان صادر عن وزارة خارجيتها "مشاركة الأردن مع عدد من الدول العربية تأتي متسقة مع دعم الشرعية في اليمن وأمنه واستقراره. فالمملكة الأردنية تدعم الشرعية في اليمن، والعملية السياسية التي تجمع كل أطراف المعادلة اليمنية.
ومشاركة المملكة تأتي تجسيدا للعلاقات التاريخية بين الأردن والسعودية ودول الخليج التي نعدّ أمنها واستقرارها مصلحة استراتيجية عليا".
بدورها، أكدت المملكة المغربية تضامنها الكامل والمطلق مع العملية التي شنها الائتلاف العربي، استجابة لطلب مباشر من الحكومة اليمنية.
وأفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية بأن المملكة تابعت عن كتب وبانشغال كبير التطورات الخطيرة في اليمن والمتمثلة في استعمال الميليشيات القوة والعنف والإمعان في نسف مكتسبات الحوار الوطني اليمني وضرب الشرعية.
لذلك تعلن الرباط عن تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن.
وعلى النسق ذاته، أعلنت الرئاسة الفلسطينية عن دعمها لقرار المملكة ودول الائتلاف العربي المشاركة في العمليات الرامية إلى الحفاظ على وحدة اليمن ودعم الشرعية فيه. وأكدت الرئاسة في بيان "أهمية الاستجابة إلى دعوة الحوار التي أطلقتها دول مجلس التعاون الخليجي، والتمسك بالحوار سبيلا لتحقيق مصالح الشعب اليمني واستعادة أمنه واستقراره ووحدة ترابه الوطني".