كم هم الذين مروا على هذه الحياة وتركوا فيها بصمة خالدة من أجل الإنسانية! وكم هم الذين كانوا فيها – جمعاً – يتعدى قصة – الفرد – مثلما هم في الحياة أيضاً دلالة على المفهوم الجمعي لمفردة – الإنسانية – التي تتجاوز مفهوم الفرد! أدخل العالم البريطاني، روبرت إدوارد، سعادة لا تضاهى إلى حياة ما يزيد عن أربعة ملايين أسرة في شتى أنحاء الأرض في اختصار بسيط: لأنه أمضى ثلاثة وعشرين عاماً متصلة في أبحاث المحاولات والفشل حتى نجح يوم السادس من سبتمبر من عام 1977 في تلقيح أول بويضة أنثوية من زوجها البريطاني، ثم أجهش بالبكاء يوم الخامس والعشرين من يوليو عام 1978 وهو يسمع صراخ الطفل الأول مولوداً لذات الزوجين في مصحة بريطانية. كم هي ملايين الأسر التي عاشت تنتظر الحلم بطفل! كم حاولوا وبكوا! وكم تفرقت بهم السبل! وكم أيضاً انفصلوا! وكم هم الملايين الذين جربوا حلم الأبوة أو الأمومة مع أزواج أو زوجات غير – الأُوَل- وكم هو هذا العقم هادم للبيوت وللحياة الزوجية!

وحتى اللحظة، أنقذ روبرت إدوارد حياة ما يزيد عن أربعة ملايين أسرة، وبإرادة الله الذي خلق من علق، ساهم إدوارد في تلقيح ما يقارب سكان دولة كاملة مكتملة، ثم أخيراً وصل إلى جائزة – نوبل – في عمر الخامسة والثمانين كهلاً ومازال كل صباح يذهب إلى مختبره. وحين استقبلت خبر فوزه بهذه الجائزة انقسم رأسي إلى نصفين. نصف له ونصف للآخرين الذي شوهوا في حياتنا كل نشرة لعناوين الأخبار. لأولئك الذين يعيشون وهم يزرعون سياسات الدمار والحروب، ويجلجلون وعيداً في خطب الحماسة. أفراد يرأسون تنظيمات القتل أو يختطفون إرادة الشعوب أو يزجون بالنوابغ والعقول في غياهب السجون أو يجيرون موازنات أممهم في أسلحة القتل بدلاً من قتل الجوع أو يختلقون حروب السيادة الوطنية على الحدود كي يلهوا شعوبهم عن مطالبهم المشروعة في حياة كريمة. وفي عام واحد فقط قتل – هتلر – نفس العدد الملاييني الذي تسبب له روبرت إدوارد، بعد إرادة الله، في نفس رئوي، وفي عامين فقط قتل تنظيم القاعدة لدينا فقط للمفارقة ما يقارب عدد السعوديين الذين أبصروا النور بفضل ثلاثة وعشرين عاماً من محاولات التجربة: من الإحباط والفشل. رجل واحد يقابل جيشه الضخم ومن حوله سعادة أربعة ملايين أسرة.