الأندية الأدبية دائما في تحد مستمر، وأثبتت عكس ما قيل عنها من أنها لم تعد الأوعية الصالحة للثقافة. فهي في هذه الفترة تبرز بأعمال جديدة ومميزة تثبت أنها مستمرة في العطاء، بل في أوج نشاطها.

كان آخر أعمالها المتتالية والمميزة، ويعد مصدر فخر للأندية جميعها وللمثقفين وللمنتمين لها، هو تدشين نادي الرياض الأدبي مجموعة من إصدارته بلغة برايل، بالتعاون مع جمعية "كفيف" لتخدم شريحة مهمة من المجتمع.

وهذا المشروع المتفرد لنادي الرياض يعد إنجازا للأندية جميعا، وتسعى إلى تطبيقه مستقبلا بمباركة من وزارة الثقافة والإعلام، وبجهود متضافرة من كل أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية.

بدأ نادي الرياض بهذا العمل الإنساني الرائع، وكلنا أمل أن يستمر ويدعم ليصل إلى العالمية.

كما نتمنى أن تنزل الأندية الأدبية جميعها إلى الميدان، وتجذب كل شرائح المجتمع إليها، وتفعل مثل هذا المشروع وسواه لتلك الفئات وأمثالها من ذوي ا?حتياجات التي تحتاج إلى التواصل والتفاعل أكثر من غيرها، وأقصد بهم الصم والبكم والحالات الاجتماعية الخاصة، كأولئك الذين يعيشون خلف جدران السجون ونزلاء الدور الاجتماعية ومن في المستشفيات يرقدون بسبب إعاقاتهم الدائمة.

دائما ما تبذل الأندية مبالغ طائلة ?صداراتها ومشاريعها المنبرية، لكن من يتجه إليها قلة قليلة من المعارف أو أشباههم، نلحظ ذلك في مسارحها أثناء الملتقيات والأنشطة الثقافية، لكن النشاطات التي تتعدى المثقف والأديب التقليدي لتصل إلى ابن المجتمع العادي سيكون له أثر متبادل بينهما، يتمثل في الحركة الدائبة للأندية بشكل يومي، بمن فيهم فئة الرواد الذين لهم فضل في تأسيس الأندية، يجب أن يعودوا إلى أنديتهم، يمارسون النشاط الثقافي، ويكلفون بالتواصل مع الفئات المجتمعية المذكورة أعلاه.

وبهذا قد يتحول كثير من الروتين والرتابة اللذين يظهران في "بعض" الأندية إلى نشاط دائم حيوي يجمع بين الحداثة الحالية في ا?ندية والخبرات لدى أولئك الرواد، وربما بمشاريع تتفوق على مشروع نادي الرياض الأدبي.