كتب الصديقان عبدالله ثابت، وحسن الحارثي في هذه الصحيفة، وغيرهما في صحف أخرى، أن عاصفة الحزم ليست ضد طائفة بعينها، وأنها ليست حربا دينية. لكن الكثير في مواقع التواصل وقنوات العصاب الطائفي، استغلوا هذه العاصفة التي تدافع عن مصالحنا الوطنية وأمننا الإقليمي، وحاولوا أن يلبسوها لباس الحرب الطائفية!

أهداف الغارات الجوية لدول التحالف واضحة. تستهدف مواقع الحوثيين وبقايا صالح، وقطع الإمدادات عنهم، وترمي إلى عودة الشرعية اليمنية، وهدفها الرئيس قطع دابر إيران عن اليمن، وبلا رجعة.

هذه الأهداف السياسية والاستراتيجية مسوغات كافية للعملية العسكرية، سمعناها على لسان قادة دول التحالف. فلماذا يحاول البعض تحويل "العاصفة" إلى حرب مذهبية؟

بعض وسائل الإعلام تروج للغثاء الطائفي بغية جذب الغوغاء ومرضى هوس التطرف، وبعض الإنتلجنسيا العربية مع الأسف، يروج للطائفية بهدف كسب المتابعين.

أما دعاة الظلام فباركوا هذه الغارات لا لأهداف وطنية، بل لتكريس المذهبية، وهو تكريس خطير له أثره في اللاوعي الشعبي. فأصّلوا للطائفية بدلا من أن يجعلوها "عاصفة" ضد مذهبية إيران.

هناك حيل عقلية يستخدمها منظرو الطائفية في لقاءاتهم التلفزيونية ورسائل مواقع التواصل. ففي حرب الوطن على "داعش" وأشباهه -وستستمر كل حروبنا مع الإرهاب- يخفت صوت منظري الطائفية، مستخدما لغة المناورة، ولكنه يشتد في حرب وطنية أخرى على تنظيم متطرف آخر.

هنا، الكيل بمكيالين واضح، لكن وعي الدهماء في غيبوبة!

وطننا -بحول الله- ضد كل تنظيم أصولي متطرف، سلفيا كان أو إخوانيا، زيديا كان أو اثني عشريا. لا نفرق بين أحد منهم.