أثار استحساني غضب عدد من الزملاء الإعلاميين من بعض الأسئلة المطروحة في المؤتمرات الإعلامية العسكرية والسياسية وغيرها.

مثار غضب الزملاء كان نوعية الأسئلة التي يطرحها زملاء آخرون، ورداءتها.

إذ يأتي الزميل الصحفي إلى المؤتمر الصحفي ويطرح شيئا أشبه بالسؤال. لا يكشف سوى عن جهل صاحبه. مما يوقع صحيفته في حرج بالغ!

وعلى أي حال، فهذا الغضب الجميل -إن جاز الوصف- يعني أن الإعلام بدأ يراجع حساباته، وينتقد نفسه، ويتحسس صورته أمام الرأي العام!

مشكلة البعض -وهذه نقطة مهمة أوجهها إلى زملائي الصحفيين- يعتقد أنه ملزم بطرح سؤال أثناء المؤتمر الصحفي. هذا ليس ضروريا حينما تغطي الأسئلة التي يطرحها بقية الزملاء جوانب الموضوع. حضورك إلى المؤتمر الصحفي يعود بالدرجة الأولى إلى حاجة صحيفتك رصد أهم ما يقوله المؤتمرون، أو توضيح ما تعتقد أهميته. فإن لم يكن لديك ما تطرحه فليس بالضرورة أن ترفع يدك وتفتح فمك. قم بأداء المهمة الأساسية التي حضرت من أجلها وهي تغطية المؤتمر فحسب!

أخي الصحفي: المؤتمر الصحفي ليس دفتر حضور وانصراف حتى تسجل اسمك ضمن السائلين!

هل هذا كل شيء في مقال اليوم؟! بالطبع لا، هناك مسؤولية أكبر على وسائل الإعلام لا يمكن إغفالها أو تجاوزها. إذ كيف ترسل الصحيفة صحفيا ليس لديه إلمام بالسياسة وشؤونها إلى مؤتمر يتناول قضايا سياسية حساسة؟!

هل عجزت الصحف عن تدريب محرريها؟ هل عجزت عن عقد دورات تدريبية تثقيفية لهم؟ ألا يوجد في هوامش الأرباح السنوية التي تحققها هذه المؤسسات الإعلامية أي بند للتدريب والتطوير؟!